الاثنين، 13 يونيو 2016

فائدة : ما المقصود بِـ"دُبُرِ الصَّلَوَاتِ" في مسألة الدعاء ومسألة الأذكار ؟




فائدة :

ما المقصود بِـ"دُبُرِ الصَّلَوَاتِ" في مسألة الدعاء ومسألة الأذكار ؟


عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ! : أَيُّ الدُّعَاءِ أَسْمَعُ ؟ قَالَ : 

(جَوْفَ اللَّيْلِ الآخِرِ ، وَدُبُرَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ) .

رواه الترمذي (3499) وَقَال : "حَدِيثٌ حَسَنٌ" ، وحسنه الألباني . وانظر "المشكاة" (968، 1231) .


وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : أَخَذَ بِيَدِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : (إِنِّي لَأُحِبُّكَ يَا مُعَاذُ) . فَقُلْتُ : وَأَنَا أُحِبُّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ! قَالَ :

( فَلَا تَدَعْ أَنْ تَقُولَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ : "رَبِّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ") .

وفي لفظ :

"فَقَالَ مُعَاذٌ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ! وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ ، فَقَالَ :

(يَا مُعَاذُ أُوصِيكَ أَنْ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ أَنْ تَقُولَ : ..) .

قَالَ : وَأَوْصَى بِذَلِكَ مُعَاذٌ : الصُّنَابِحِيَّ ، وَأَوْصَى الصُّنَابِحِيُّ : أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَأَوْصَى أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ" .

رَوَاهُ أَحْمَدُ (5 / 244، 247) ، وَأَبُو دَاوُد (1522) ، وَالنَّسَائِيّ (1303) ، وابن خزيمة (751) ، وابن حبان (2017) .
وصححه الألباني .

قَالَ ابن القيِّمُ : "وَدُبُرُ الصَّلَاةِ : يَحْتَمِلُ قَبْلَ السَّلَامِ وَبَعْدَهُ .

وَكَانَ شَيْخُنَا يُرَجِّحُ أَنْ يَكُونَ قَبْلَ السَّلَامِ ، فَرَاجَعْتُهُ فِيهِ ، فَقَالَ : دُبُرُ كُلِّ شَيْءٍ مِنْهُ، كَدُبُرِ الْحَيَوَانِ" .

"زاد المعاد" (1 / 305) .


ووافقهما محقق العصر العثيمين في عبارة موجزة مفيدة محفوظة ومفهمة فقال:
"ما ورد من الدعاء مقيداً بدبر الصلاة ؛ فهو قبل السلام ، وما ورد من الذكر مقيداً بدبر الصلاة ؛ فهو بعد الصلاة" .


وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية : 

"وَالدُّعَاءُ قَبْلَ السَّلَامِ أَفْضَلُ ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرُ دُعَائِهِ كَانَ قَبْلَ السَّلَامِ ، وَالْمُصَلِّي قَبْلَ السَّلَامِ ؛ لَمْ يَنْصَرِفْ ؛ فَهَذَا أَحْسَنُ . وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ" . 

"مجموع الفتاوى" (23 / 177) ، و "الفتاوى الكبرى" (2 / 265) .


قلتُ : الأذكار المقيدة بأدبار الصلوات مثالها كما يأتي :

كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ :

(لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لَمَا مَنَعْتَ ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ) .

رواه الدرمي (1389) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (460) . وأصل الحديث في الصحيحين .

قلتُ : ويُوضح المقصود بالأذكار في دبر الصلاة أنها بعد السلام ؛ رواية البخاري الصريحة وفيها :

"كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ إِذَا سَلَّمَ .." (6330) .


حديث آخر :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( يُكَبِّرُ أَحَدُكُمْ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ : عَشْراً ، وَيَحْمَدُ عَشْراً ، وَيُسَبِّحُ عَشْراً ؛ فَذَلِكَ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ عَلَى اللِّسَانِ ، وَأَلْفٌ خمسمائة فِي الْمِيزَانِ ) .

رواه البخاري في "الأدب" (1216) . وصححه الألباني .



والله أعلم .

كتبه /
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي .
8 / 9 / 1437ه