منشأ وأصل دين الشيعة الرافضة الإثني عشرية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على أشرف الأنبياء والمرسلين .
أما بعد :
فأبدا أولاً وأقول :
أصل الشيعة الرافضة ومؤسسها :
من المعلوم لدي البشرية أن "لكل
قومٍ وارث" ، ولكل ملة ودين أصلاً ، فأصل ديننا وشريعتنا نحن "أهل السنة
والجماعة" التي جاء بها النبي صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيضاء نقية ؛ الإسلام ، قال تعالى : ] إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ [ ، فما
هو أصل دين الشيعة الرافضة الإمامية الإثني عشرية ؟؟
تقول كتب الشيعة الرافضة معترفين - ولا أقول كتب "أهل السنة والجماعة"
فقط - :
أن عبدالله بن سبأ اليهودي ؛ هو مؤسس
عقيدة الشيعة الرافضة الإمامية .
فقد أثنى عليه أئمة الرافضة واعترف
بهذا كبار علماء الشيعة الرافضة ومؤرخيهم ، ومنهم : الكشي أبو عمرو بن عمر بن عبد
العزيز الكشي الشيعي الرافضي من علماء القرن الرابع الإمامية الإثني عشرية في
الجرح والتعديل وهو كبير علماء التراجم المتقدمين عند الشيعة الإمامية باعترافهم .
يقول
الكشي :
"وذكر
بعض أهل العلم -
يعني علماء الشيعة - أن عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ، ووالى
عليا عليه السلام ، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون : وصي موسى بالغلو .
فقال
في إسلامه بعد وفاة رسول الله صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
مثل ذلك .
وكان أول من أشهر القول بفرض إمامة علي ، وأظهر البراءة
من أعدائه ، وكاشف مخالفيه ، وكفرهم .
ومن
هنا قال من خالف الشيعة : إن التشيع ، والرفض ؛ مأخوذ من اليهودية" .
"رجال الكشي" (ص / 101) . ط.
مؤسسة الأعلمي ـ كربلاء ـ العراق .
وهذا النوبختي أبو محمد الحسن بن موسى
النوبختي من أعلام القرن الثالث للهجرة عالمٌ آخر للشيعة الإمامية يعترف ويسطر في
كتابه "فرق الشيعة" (22ـ23) ط . الحيدرية النجف 1355هـ وفي (ص 43 ـ44). ط. المطبعة الحيدرية بالنجف ـ
العراق سنة 1379هـ .
فيقول :
"وحكى
جماعة من أهل العلم من أصحاب علي عليه السلام أن عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأسلم
، ووالى عليا عليه السلام ، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى
عليه السلام بهذه المقالة ، فقال في إسلامه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله في
علي عليه السلام ؛ بمثل ذلك .
وهو أول
من أشهر القول بفرض إمامة علي عليه السلام ، وأظهر البراءة من أعدائه ، وكاشف
مخالفيه .
فمن
هناك قال من خالف الشيعة : إن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية .
ثم
قال : ولما بلغ عبد الله بن سبأ نعيه – يعني موت علي - وهو
بالمدائن قال للذي نعاه :
"كذبت
؛ لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة ، وأقمت على قتله سبعين عدلاً ؛ لعلمنا أنه لم يمت
، ولم يُقتل ، ولا يموت حتى يملك الأرض" .
وهذا مؤرخ شيعي يقول في كتابه (روضة
الصفا) :
"
أن عبد الله بن سبأ : توجه إلى مصر حينما علم أن مخالفي عثمان بن عفان كثيرون هناك
، فتظاهر بالعلم والتقوى ، حتى افتتن الناس به ، وبعد رسوخه فيهم ؛ بدأ يروج مذهبه
ومسلكه ، ومنه :
إن
لكل نبي وصيا وخليفة ، فوصيُّ رسول الله وخليفته ليس إلا علياً المتحلي بالعلم
والفتوى ، والمتزين بالكرم والشجاعة ، والمتصف بالأمانة والتقى ، وقال :
إن
الأمة ظلمت علياً ، وغصبت حقه ؛ حق الخلافة والولاية ، ويلزم الآن على الجميع
مناصرته ومعاضدته ، وخلع طاعة عثمان وبيعته ، فتأثر كثير من المصريين بأقواله
وآرائه ، وخرجوا على الخليفة عثمان" .
انظر "روضة الصفا" في اللغة
الفارسية (ج 2 / 292) ط. إيران . نقلا عن كتاب : الشيعة والسنة (ص 15 -20) لإحسان
إلهي ظهير - رحمه الله .
هل عبد الله بن سبأ اليهودي شخصية وهمية - كما يدعيهبعض
الشيعة
الرافضة كي يتخلصوا من عاره - أم أنه حقيقة ؟؟
يجيب على ذلك ؛ الشيعة الرافضة أنفسهم ،
فيقول الشيعي الرافضي سعد بن عبد الله الأشعري القمي (ت 301هـ) :
"السبئية
: أصحاب عبد الله بن سبأ ؛ وهو : عبد الله بن وهب الراسبي الهمداني ، وساعده على
ذلك عبد الله بن خرسي ، وابن أسود ، وهما من أجل أصحابه ، وكان أول من أظهر الطعن
على أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، والصحابة ، وتبرأ منهم" .
"المقالات والفرق" (ص 20) ،
انظر "شبهات وردود" (3 / 153) لسامي البدر ، و "عبد الله بن
سبأ" (2 / 220) للعسكري .
وقال
المامقاني الشيعي الرافضي :
"عبد
الله بن سبأ الذي رجع إلى الكفر وأظهر الغُلوَّ - إلى
أن قال فيه -
: غالٍ ملعون ، حرّقه أمير المؤمنين بالنار ، وكان يزعم أن علياً إلَه ، وأنه نبي"
.
"تنقيح المقال في علم
الرجال" (2 / 183، 184) ، انظر "رجال الطوسي" (ص 75) للطوسي (ت 460هـ)
، و "تحف العقول" (ص 118) لابن شعبة الحراني (ت.ق. / 4) ، و "خلاصة
الأقوال" (ص 369، 372) للحلي (ت 726هـ) ، و "رجال ابن داود" (ص 254)
لابن داوود الحلي (ت 740هـ) .
قال علي أكبر الغفاري الشيعي الرافضي محقق
كتاب "تحف العقول" (ص 118) لابن شعبة الحراني (ت.ق. / 4) في الحاشية رقم
: (3) :
"ابن
سبا هو عبد الله بن سبا الذي رجع إلى الكفر ، وأظهر الغلو ؛ وانه كان من أصحاب
أمير المؤمنين عليه السلام ، وممن يهيج الناس على عثمان ويعين عليه ، ويقول بإمرة
علي بن أبي طالب عليه السلام ، وقال فيما قال لهم :
"لكل
نبي وصى وكان على وصى محمد صلى الله عليه وآله ، ثم قال : محمد خاتم الأنبياء ، وعلى
خاتم الأوصياء ؛ ومن أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله صلى الله عليه وآله ووثب على
وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وتناول أمر الأمة - ثم قال لهم - :
إن
عثمان أخذها بغير حق وهذا وصي رسول الله ؛ فانهضوا في هذا الامر وحركوه ، وابدؤوا
بالطعن على أمرائكم ، وأظهروا الامر بالمعروف وانهو عن المنكر " .
قيل :
انه يدعي أن عليا عليه السلام هو الله ؛ فاستتابه علي عليه السلام ثلاثة ؛ فلم
يرجع فأحرقه بالنار .
وروى
الكشي باسناده عن عبد الله بن سنان عن أبيه عن الباقر عليه السلام أن عبد الله بن
سبا كان يدعي النبوة ويزعم أن أمير
المؤمنين عليه السلام هو الله - تعالى الله عن ذلك - ، فبلغ أمير المؤمنين عليه
السلام فدعاه ، وسأله ؛ فأقر بذلك ، وقال :
نعم
أنت هو .
وقد
كان ألقى في روعي : أنك أنت الله وإني نبي ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام :
ويلك قد سخر منك الشيطان فارجع عن هذا ثكلتك أمك وتب ؛ فأبى ، فحبسه واستتابه
ثلاثة أيام فلم يتب فأحرقه بالنار" .
ويقول النوبختي (ت.ق / 3) وهو من كبار علماء
الشيعة ومتقدميهم :
"السبئية
؛ قالوا بإمامة علي ، وأنها فرض من الله عز وجل ، وهم أصحاب عبد الله بن سبأ ، وكان
ممن أظهر الطعن على أبى بكر ، وعمر ، وعثمان ، والصحابة ، وتبرأ منهم ، وقال : إن
علياً عليه السلام أمره بذلك ، فأخذه عليٌ ؛ فسأله عن قوله هذا ؛ فأقر به ، فأمر
بقتله ، فصاح الناس إليه يا أمير المؤمنين !!
أتقتل
رجلا يدعو إلى حبكم أهل البيت وإلى ولايتكم ، والبراءة من أعدائكم ؟ فسيره
علي إلى المدائن عاصمة فارس آنذاك" .
"فِرَق الشيعة" (ص 32ـ35) .
قول ابن سبأ بالرجعة عقيدة الرافضة - أن علياً لم يمت بل سيرجع - !
"قال
عبد الله بن سبأ لعلي عليه السلام : أنت الآلة حقا ، فنفاه علي عليه السلام إلى
المدائن .
وقيل :
إنه كان يهوديا فأسلم ، وكان في اليهودية يقول في يوشع وموسى ؛ مثل ما قال في علي
عليه السلام .
وقيل :
إنه أول من أظهر القول بوجوب امامة علي عليه السلام ، قال ابن سبا :
إنه
لم يمت ولم يقتل – يعني علياً - ، وانما قتل ابن ملجم شيطانا
تصور بصورته" .
"شرح المواقف" (8/385) للقاضى
الجرجانى (ت482هـ)، و"الأنوار النعمانية" (2/234) لنعمة الله الجزائري
(ت1112هـ)، و" طرائف المقال" (2/231) للبروجردي (ت1383هـ).
قال
ابن أبي الحديد (ت656هـ) :
"وأول
من جهر بالغلو في أيامه – يعني ؛ أيام علي رضي
الله عنه -
عبد الله بن سبا ، قام إليه وهو يخطب ، فقال له : أنت أنت ! وجعل يكررها ، فقال له
: ويلك ! من أنا ؟
فقال
: أنت الله ، فأمر بأخذه وأخْذِ قوم كانوا معه على رأيه" .
"شرح نهج البلاغة" (5/5).
وبسند
الكشي عن عبد الله بن سنان عن أبيه عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال :
"إن
عبد الله بن سبا كان يدعي النبوة ، وكان يزعم أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) هو
الله - تعالى عن ذلك - فبلغ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فدعاه فسأله ؛ فأقر
وقال :
نعم
أنت هو ، وقد كان ألقي في روعي أنك أنت الله وأنا نبي ، فقال له أمير المؤمنين
(عليه السلام) : "ويلك قد سخر منك الشيطان ، فارجع عن هذا ثكلتك أمك ، وتب ؛
فأبى ، فحبسه واستتابه ثلاثة أيام ؛ فلم يتب ؛ فأخرجه فأحرقه بالنار" .
"معرفة أخبار الرجال" (ص 70)
، و"اختيار معرفة الرجال" (1 / 323) للطوسي (ت 460هـ) ، و "وسائل
الشيعة - الإسلامية -" (18 / 554) ، و "وسائل الشيعة - آل البيت -"
(28 / 336) للحر العاملي (ت 1104هـ) ، وانظر "دراسات في ولاية الفقيه وفقه
الدولة الإسلامية" (2 / 511) لمنتظري .
براءة
آل البيت رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُم من أقول وعقيدة الشيعة الرافضة
وساق
الطوسي (ت 460هـ) الشيعي الرافضي ، وغيره بسنده عن أبان بن عثمان ، قال : سمعت أبا
عبد الله عليه السلام يقول :
"لعن
الله عبد الله بن سبأ أنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين عليه السلام وكان والله
أمير المؤمنين عليه السلام ؛ عبدا لله طائعاً ، الويل لمن كذب علينا ، وأن قوماً
يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا ، نبرأ إلى الله منهم نبرأ إلى الله منهم"
.
" اختيار معرفة الرجال" (1 /
324) ، انظر "معرفة أخبار الرجال" (ص 71) للكشي ، و"الكافي"
(2 / 75) للكليني (ت 329هـ) ، و "مشكاة الأنوار" (ص 133) لعلي الطبرسي
(ت.ق / 7) .
كتبه وجمعه /
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي .
1 / 1 / 1428هـ .