الأربعاء، 29 يونيو 2016

عام الرمادة



عام الرمادة 

عن كريب قالوا :
"أصابت الناس في إمارة عمر رضي اللَّه عنه سَنةً بالمدينة وما حولها ، فكانت تسفى إذا ريحت تراباً كالرماد ، فسمي ذلك العام (عام الرمادة)" .

وعن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال :
"كانت في آخر سنة سبع عشرة وأول سنه ثمان عشره ، وكانت الرمادة جوعاً أصاب الناس بالمدينة وما حولها ، فأهلكهم حتى جعلت الوحش تأوي إلى الإنس ، وحتى جعل الرجل يذبح الشاة فيعافها من قبحها ، وإنه لمقفر" .
"تاريخ الطبري" (4 / 98) .

قال ابن كثير :
"كَانَ فِي عَامِ الرَّمَادَةِ جَدْبٌ عَمَّ أَرْضَ الْحِجَازِ ، وَجَاعَ النَّاسُ جُوعاً شَدِيداً .
وَسُمِّيَتْ عَامَ الرَّمَادَةِ : لِأَنَّ الْأَرْضَ اسْوَدَّتْ مِنْ قِلَّةِ الْمَطَرِ ، حَتَّى عَادَ لَوْنُهَا شَبِيهاً بِالرَّمَادِ .
وَقِيلَ : لِأَنَّهَا كَانَتْ تَسْفِي الرِّيحُ تُرَاباً كَالرَّمَادِ . وَيُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ سُمِّيَتْ لِكُلٍّ مِنْهُمَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَدْ أَجْدَبَ النَّاسُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ بِأَرْضِ الْحِجَازِ ، وَجَفَلَتِ الْأَحْيَاءُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَلَمْ يَبْقَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْهُمْ زَادٌ" .
"البداية والنهاية" (10 / 69) ط. هجر .


قلتُ :
ومع هذا الفقر وحاجة الناس الملحة للدراهم والنقود في "عام الرمادة" ؛ لشراء ما يلزم كل واحد حسب متطلباته من لباس وفراش وغطاء ومأكل ومشرب وغير ذلك ؛ إلّا أننا لم نجد أثرة من علم أنهم أخرجوا زكاة الفطر مالاً ، ولم نجد أحداً نقل عن علماء وأئمة ذلك الزمان أنهم يجيزون إخراج زكاة الفطر مالاً ؛ وفيهم أمير المؤمنين عمر وأصحابه الفقهاء العالمين العارفين بالكتاب والسنة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم .

فهل فَقُهَ المتعالمون الذين يقولون : بإخراج زكاة الفطر نقوداً بحجة حاجة الناس للمال في هذا العصر أشد ؟!

تباً لمن يريد تغيير أحكام الشريعة وِفق هواه وعقله !

فإن خير الهدي هدي محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .


حفظ الله شيخنا العلامة بقية السلف معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان على البيان والإيضاح في ذلك .


أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي

25 / 9 / 1437ه