الجمعة، 26 أغسطس 2016

التدارُس والتناصُح بين الجنسين في الانترنت







التدارُس والتناصُح بين الجنسين في الانترنت


 


ضمن درس عبر غرفة "الزاد النبوي" في برنامج "البايلوكس"


ليلة الخميس 22 / 10 / 1431هـ .






السؤال :


هل يجوز قراءة إجازة القرآن الكريم للنساء على الشيوخ من الرجال ؟


 


ما فهمت ؟!!


يعني المرأة تقرأ على الشيخ بالصوت ؟


 


الجواب :


 أقول :


لا ، اِبتعدي وأبعدي من وراءكِ بارك الله فيكِ ، وقد تكلمنا على هذه النقطة بطريقةٍ أو بأخرى البارحة


عندما سُئِلنَا عن من يلقي دروس في الـ"سكاي بي" للنساء ويحضرن النساء


ويخاطبهن وَيُسَّمْعِّنَ له وتخاطبه النساء أو بعضهن فَنَصَحْنَ لَهُ وَنَصَحْنَ لَهُنَّ ، أقول :


ابعدوا... ابتعدوا كل البعد عن مواطن لقاءات الرجال بالنساء ، والله ما هي إلا فتنة ، وما هي إلا حبائل الشيطان !


فاتقوا الله يا نساء


لا تكونوا حجر عثرة وتكونوا فتنة للرجال ومن ثمّ حطب جهنم .


الله المستعان!!


يعني توقفت عليها أمورك يا أمة الله وتوقفت مصالحك في الحياة على هذه الإجازة ؟!


ما أظن عاقل يقول : نعم .


ناهيك عن طالب علم أو طالبة علم تتقي الله وتخشى الله .


وإن كان عبر الإنترنت !


ما أكثر المشاكل وما أكثر المواقف التي سقطت فيها بعض النساء وبعض الرجال في هذا الإنترنت .


والله الذي لا إله غيره ولا رب سواه لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما عرفت الإنترنت ولا دخلته


والله أقسم وأنا على ذلك مسؤول .


والله أنني ندمت ندماً عظيماً كبيراً أنني عرفت الإنترنت ، وسامح الله من عرَّفني به من إخواني وأقاربي .


وعلى ما فيه من خير ؛ لكن والله شره كثير .. والله شره كثير !


والله إن لم نخف على أنفسنا ؛ والله ما عندنا تقوى... ولا عندنا ورع ... وضعيفي الإيمان .


من يقول أننا أقوياء ، وأنني أصمد أمام الفتن ؛ فهو كاذب . إلا من رحم ربُّك وقليل ماهم !


إذا كان محمد صلى الله عليه وسلم نبي الأمة ، طاهر القلب ، التقي ، العابد ، النقي ، أتقى الناس لربه ، وأعبدهم لربه عندما رأى امرأة أعجبته رجع إلى زوجته وقضى وطره منها ثم خرج ففي الحديث :


عَنِ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :


"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِساً فِي أَصْحَابِهِ ؛ فَدَخَلَ ، ثُمَّ خَرَجَ وَقَدِ اغْتَسَلَ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! قَدْ كَانَ شَيْءٌ ؟ قَالَ :


( أَجَلْ ، مَرَّتْ بِي فُلَانَةُ ؛ فَوَقَعَ فِي قَلْبِي شَهْوَةُ النِّسَاءِ ، فَأَتَيْتُ بَعْضَ أَزْوَاجِي ؛ فَأَصَبْتُهَا ، فَكَذَلِكَ فَافْعَلُوا ، فَإِنَّهُ مِنْ أَمَاثِلِ أَعْمَالِكُمْ إِتْيَانُ الْحَلَالِ ) .


أخرجه أحمد (4 / 231) . وانظر "الصحيحة" (235) .



ومن حديث جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :


"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى امْرَأَةً ، فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ ، وَهِيَ تَمْعَسُ مَنِيئَةً لَهَا ، فَقَضَى حَاجَتَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ :


( إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ ، وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ ، فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً ؛ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ )" .


وفي لفظ له :


( إِذَا أَحَدُكُمْ أَعْجَبَتْهُ الْمَرْأَةُ ، فَوَقَعَتْ فِي قَلْبِهِ ؛ فَلْيَعْمِدْ إِلَى امْرَأَتِهِ فَلْيُوَاقِعْهَا ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ ) .


أخرجه مسلم (1403) وغيره .


وأورده الألباني في "الصحيحة" (1 / 472) شاهداً على حديث أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيَّ أعلاه .


وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :


"رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ ؛ فَأَتَى سَوْدَةَ وَهِيَ تَصْنَعُ طِيباً وَعِنْدَهَا نِسَاءٌ ، فَأَخْلَيْنَهُ ، فَقَضَى حَاجَتَهُ ، ثُمَّ قَالَ :


(أَيُّمَا رَجُلٍ رَأَى امْرَأَةً تُعْجِبُهُ ؛ فَلْيَقُمْ إِلَى أَهْلِهِ ، فَإِنَّ مَعَهَا مثل الَّذِي مَعهَا)".


رَوَاهُ الدَّارمِيّ (2261) وحسّن إسناد المحقق .



والمعنى من الأحاديث أنّ المرأة تَجُرُّ إلى الفتن كالشيطان .


فاتقي الله يا أمة الله !


ما فُتِحَ باب شر إلا من قِبَلِ المرأة


أنا لا أُزكي الرجال .


لكن لا يمكن على الإطلاق أن يدخل الرجل من الباب إن لم يفتحه صاحبه بنفسه ، ووالله إن لم تفتح المرأة للرجل مقدار ثقب إبرة ، لا يمكن أن يدخل ؛ لكنها :


ما بالك يا شيخ ؟ وما ترى في هذه المسألة ؟ نريد أن نتناقش فيها ونستفيد من علمكم وهلمّجَرٍّ ..


ومن كلمة إلى جملةٍ ... إلى عبارةٍ ....إلى ....إلى...


إلى أن يَسْتَجِرُّها الشيطان ، ويَسْتَجِرُّهُ الشيطان !


فاتقوا الله عباد الله .. اتقوا الله عباد الله .


كلنا أخطاء ، وكلنا ذنوب ، وكلنا مقصرين ، فلا تزيدين الطين بِلَّة يا أمة الله !


يا نساء المسلمين اتقين الله !


والله لولا لم يكن معكِ يا أمة الله إلا ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ وإنها لعظيمة ؛ لكفتكِ عن
جلوسكِ مع المشايخ وطلبة العلم في المحادثات الصوتية أو عبر المراسلات بحجة أنكِ
تسألين وتستفيدين وتناقشين و و ..


نساء الصحابة رضي الله عنهن ماذا كان عندهن من القرآن ؟!!


نساء الصحابة رضي الله عنهن ماذا كان عندهن من القرآن ؟!!


هل كلهن كن حافظات القرآن ؟؟


الجواب : لا .


حتى الصحابة رضي الله عنهم ليس كلهم حُفّاظ .. بارك الله فيكم !


لكن كان عندهم إيمان ... عندهم تقوى ... عندهم ورع ... عندهم زهد ... عندهم
خوف من الله ، فلم يكُنّ يتحدث مع الرجال ويسترسلن ويُسهبن .


تربّوا على الإيمان... تربوا على الكتاب... تربوا على السنة


هل كلهم حفظوا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟!!


بارك الله فيكم انتبهوا ... المسألة مسألة تقوى ... مسألة قيام بين يدي الله عزَّ وجل ..


ليست قضية إجازة من شيخ ، أو سمِّع لي القرآن يا شيخ !


وهو يرد عليها ما أجمل صوتكِ يا أختاه .... وفقكِ الله يا أختاه !


أيش الكلام هذا ؟!!


يعني ناقصكِ أن يُثني عليكِ رجل أجنبي عنك ؟!!! سبحان الله !


بارك الله فيكم .


إذا رأيتموني في شدة وفي غلظة فاعذروني


إن لم ننصح لا خير فينا.....


إن لم نبين لا خير فينا....


أما المجاملات والمداهنات فلا سبيل لنا فيها .


والله إنني أخوف على نفسي منكم من الفتن ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ﴾


فالذي تريد إجازة من الشيخ الفلاني ، وتُسَمِّع ما حفظت عند طالب العلم الفلاني ، وما إلى ذلك ..


أقول لها :


اتقي الله... اتقي الله... وراقبيه


والله الذي لا إله غيره ولا رب سواه ﴿ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ﴾ ويعلم ما في الصدور ..


فإن كنتِ أخذتِ الإجازة ، فأنتِ تعلمين لماذا أخذتيها ، وإذا أردتِ أن تستمعي وتُسَمِّعي وتحفظي القرآن .. فالله سبحانه وتعالى قد عَلِمَ قبل أن تكوني ماذا تُريدين ؟ وما هي نيتكِ ؟


فاتقوا الله عباد الله .


واتقي الله يا أمة الله !


لا تكوني عوناً للشيطان على المسلمين .


بارك الله فيكم .


فالمعذرة إن كان كلامي فيه جفاء وغلظة وفيه شدة . بارك الله فيكم .



انتهى .
مُفرغ من جواب على السؤال أعلاه كُنّا نبُثه عبر غرفة "الزاد النبوي" في برنامج
"البايلوكس" .


 


تنبيه وإيضاح :


الأول :


قولي أعلاه : "إن لم تفتح المرأة للرجل مقدار ثقب إبرة ، لا يمكن أن يدخل" .


ليست أعني لو تواصل رجل بامرأة وهي لا تعرفه عبر البريد أو عبر أيّ تواصل ؛ وهي لم ترد عليه ولم تجيبه ولم تُعِرْهُ اهتمامها ؛ أنه فتح الباب .


لا . هذه ما فتحت ثقب إبرة ولا أقل ولا أكثر ، وقد أوضحت ذلك بعده وقيَّدتُ ، فقلت أنها ترد عليه وتتجاوب معه بقولها :


ما بالك يا شيخ ؟ وما ترى في هذه المسألة ؟ نريد أن نتناقش فيها ونستفيد من علمكم وهلمّجَرٍّ ..


هذا هو المقصود من : "إن لم تفتح المرأة للرجل مقدار ثقب إبرة" .


فنرجو عدم الخلط أو سوء الفهم .




الإيضاح الثاني :


لست أمنع المرأة من أن تدخل الغرف الصوتية السنية السلفية الموثوق بها وتستمع للدرس دون صوتٍ ولا مشاركة .


وإن كان هناك من سؤال ترسله للمشرف فقط دون توسع معه ولا تسمح بالمراسلة لها من الغريب أيضاً .


 


ثم أنبه على خطرٍ عظيم فاحش حاصل ومستمر وهو :


التعارف وتبادل الأحاديث والصور عبر "النت" بحجة طلب الزواج ، ولن أطيل في هذه القضية فهي واضحة المفاسد ، والنتائج الوخيمة ، فإن قال قائل أو قائلة فعلت ذلك وصدقنا بعضنا وتم الزواج ؛ فنقول هذا في النادر والنادر لا حكم له .


فكم من صُورٍ نُشرت وكم مِن خبيث القلب والطوية من الرجال استغلوا تلك الصور لتلك الفتاة أو تيك ، فهددها بنشرها إن لم تجبه لمطالبه الخبيثة .


وكم جلبت هذه الطريقة – أعني التعارف وتبادل الصور بين الذكور والإناث - من العار والشنار لأهلها وذويها ، وقبيلتها ومجتمعها ، وأفسدت عليها شرفها ولطّخت سمعتها .


فاحذرن أيتها الإناث من ذلك .


واتقوا الله أيها الذكور من تلاعب الشيطان بكم .


 


وبالله التوفيق .


 


أقَرَّه وزاد عليه البيان والإيضاح /


أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي .


10 / 10 / 1433هـ