الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

اعتبروا يا دعاة الفتنة ، وتهييج الرعية للخروج على الراعي في هذه الرسالة من إمام مِن أئمة الهدى :




اعتبروا يا دعاة الفتنة ، وتهييج الرعية للخروج على الراعي في هذه الرسالة مِن إمام مِن أئمة الهدى :

 

من محمد بن إبراهيم إلى حضرة المكرم الشيخ عبد العزيز بن .... المحترم ... سلمه الله .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وبعد :.......

بلغني أن موقفك مع الإمارة ليس كما ينبغي ، وتدري بارك الله فيك أن الإمارة ما قصد بها نفع الرعية ، وليس من شروطها أن لا يقع منها زلل ، والعاقل بل وغير العاقل يعرف أن منافعها وخيرها الديني والدنيوي يربو على مفاسدها بكثير . ومثلك إنما منصبه منصب وعظ وارشاد ، وإفتاء بين المتخاصمين ، ونصيحة الأمير والمأمور بالسر وبنية خالصة تعرف فيها النتيجة النافعة للإسلام والمسلمين .

ولا ينبغي أن تكون عثرة الأمير أو العثرات نصب عينيك والقاضية على فكرك والحاكمة على تصرفاتك ؛ بل في قم السر بواجب النصيحة ، وفي العلانية أظهر وصرح بما أوجب الله من حق الإمارة والسمع والطاعة لها ؛ وأنها لم تأت لجباية أموال وظلم دماء وأعراض من المسلمين ، ولم تفعل ذلك أصلاً ؛ إلا أنها غير معصومة فقط ؛ فأنت كن وإياها آخرين :
أحدهما : مبين واعظ ناصح .
والآخر : باذل ما يجب عليه كاف عن ما ليس له .

إن أحسن دعا له بالخير ونشط عليه ، وإن قصر عومل بما أسلفت لك ، ولا يظهر عليك عند الرعية ولا سيما المتظلمين بالباطل عتبك على الأمير وانتقادك إياه ؛ لأن ذلك غير نافع الرعية بشيء ، وغير ما تعبدت به، إنما تعبدت بما قدمت لك ونحوه ، وأن تكون جامع شمل ، لا مشتت ، مؤلف لا منفر .

واذكر وصية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمعاذ وأبي موسى : " يسر ولا تعسر، وبشروا ولا تنفروا، وتطاوعا ولا تختلفا " أو كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

وأنا لم أكتب لك ذلك لغرض سوي النصيحة لك ، وللأمير ، ولكافة الجماعة ، ولإمام المسلمين .

والله ولي التوفيق . والسلام عليكم..............

(ص/ م 54 في  20 / 8 / 1375هـ)

 

"فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم" (12 /182-183/ رقم 3892) لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ (ت 1389هـ) مفتي المملكة ورئيس القضاة والشؤون الإسلامية ، جمع وترتيب وتحقيق : محمد بن عبد الرحمن بن قاسم ، الطبعة: الأولى 1399هـ ، الناشر : مطبعة الحكومة بمكة المكرمة .

 

نقله /

أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي .