الأحد، 11 سبتمبر 2016

الغناء رقية الزنا







الغناء رقية الزنا


 


قَالَ تَعَالَى : ]وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِى لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ[


 


قَالَ شيخُنا الألباني في "الصحيحة" (6/ الثاني /944) :


 


"ولنزول الآية شاهد من حديث ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ ؟ فَقَالَ:


(هُوَ الْغِنَاءُ ، وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، يُرَدِّدُهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ) .


وقال الحاكم : "صحيح الإسناد" . ووافقه الذهبي . وهو كما قالا .



ومثله عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ : ]وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِى لَهْوَ الْحَدِيثِ[ . قَالَ :


(نَزَلَتْ فِي الْغِنَاءُ وَأَشْبَاهُهُ) .



والشواهد الصحيحة المذكورة عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وغيره ؛ فإنها في حكم المرفوع عند الحاكم وغيره ، لاسيما وقد حلف ابن مسعود ثلاث مرات على نزولها في الغناء ، وقد صححه ابن القيم في "إغاثة اللهفان" (1/240) عن ابن عباس ، وابْنِ مَسْعُودٍ ، ثم تتابعت الآثار بذلك عن التابعين وغيرهم ، ومنهم الحسن البصري ، فقد جزم بأنها نزلت في الغناء و المزامير" . انتهى .


 


قال العلامة ابن القيم في "إغاثة اللهفان" (1 /269) تح. الفقي ، ط. الكتب العلمية الأولى 1407هـ :


"والغِناءُ أشدُ لهواً ، وأعظمُ ضرراً من أحاديث الملوك وأخبارهم ، فإنه رقية الزنا ، ومنبتُ النفاق ، وشَرَك الشيطان ، وخَمْرة العقل ، وصَدُّه عن القرآن أعظمُ من صدِّ غيره من الكلام الباطل ، لشدة ميلِ النفوس إليه ، ورغبتها فيه . إذا عُرف هذا ، فأهل الغناء ومُستمعوه لهم نصيب من هذا الذم بحسب اشتغالهم بالغناء عن القرآن ، وإن لم ينالوا جميعه .


يوضحه : أنك لا تجد أحداً عُنِيَ بالغناء وسماع آلاته ، إلا وفيه ضلال عن طريق الهدى ، علماً وعملاً ، وفيه رغبةٌ عن استماع القرآن إلى استماع الغناء ، بحيث إذا عَرض له سماع الغناء وسماع القرآن عدل عن هذا إلى ذاك ، وثَقُل عليه سماع القرآن ، وربما حمله الحال على أن يُسكتَ القارئ ويَستَطيلَ قراءته ، ويستزيد المغنيَ ويستقصر نوبته ، وأقلُّ ما في هذا : أن يناله نصيبٌ وافر من هذا الذم ، إن لم يَحظَ به جميعه" .



وقال ابن القيم أيضاً في موضع آخر من الكتاب نفسه (1 /268) :


"وصح عن ابن عمر رضى الله عنهما أيضاً : "أنه الغناء" .


قال الحاكم أبو عبد الله فى "التفسير" ، من كتاب "المستدرك" {(2 /258)} :

"لِيَعْلَمَ طَالِبُ هَذَا الْعِلْمِ أَنَّ تَفْسِيرَ الصَّحَابِيِّ الَّذِي شَهِدَ الْوَحْيَ وَالتَّنْزِيلَ عِنْدَ الشَّيْخَيْنِ حَدِيثٌ مُسْنَدٌ" .

وقال في موضع آخر من كتابه : "هو عندنا في حكم المرفوع" .


فلا ريب أنه أولى بالقبول – يعني تفسير الصحابة للقرآن - من تفسير من بعدهم ، فهم أعلم الأمة بمراد الله U من كتابه ، فعليهم نزل ، وهم أول من خوطب به من الأمة . وقد شاهدوا تفسيره من الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم علماً وعملاً ، وهم العرب الفصحاء على الحقيقة ، فلا يُعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيل ز


والكلام في هذا مع مَنْ في قلبه بعض حياةٍ يُحسُّ بها . فأما من مات قلبه ، وعظمت فتنته ، فقد سد على نفسه طريق النصيحة" . انتهى .


 


اختاره ونقله /


أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي


19 / 2 / 1425هـ