الاثنين، 5 سبتمبر 2016

جواز لعْنُ جِنس مَنْ لعنه الله ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ











 


{ جواز لعْنُ جِنس مَنْ لعنه الله ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ }


 


قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :


( لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ ، [وَالْوَاصِلاَتِ] ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ ) .


"الصحيحة" (2792) .


 


{ قصة في الحديث } :


"أنَّ اِمْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَد يُقَال لَهَا أُمّ يَعْقُوب ، وَكَانَتْ تَقْرَأ الْقُرْآن ، أَتَتْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ ، فَقَالَتْ : إِنِّي امْرَأَةٌ زَعْرَاءُ ؛ أَيَصْلُحُ أَنْ أَصِلَ فِي شَعْرِي ؟


وفي لفظ : مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْك أَنَّك لَعَنْتَ الْوَاشِمَات ..؟


فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : وَمَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ ؟! فَقَالَتْ الْمَرْأَةُ : لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ لَوْحَيْ الْمُصْحَفِ فَمَا وَجَدْتُهُ ! فَقَالَ : لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ ؛ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ]وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا[ . فَقَالَتْ الْمَرْأَةُ : فَإِنِّي أَرَى شَيْئاً مِنْ هَذَا عَلَى امْرَأَتِكَ الْآنَ ، قَالَ : اذْهَبِي فَانْظُرِي . قَالَ : فَدَخَلَتْ عَلَى امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ ؛ فَلَمْ تَرَ شَيْئاً ، فَجَاءَتْ إِلَيْهِ ؛ فَقَالَتْ : مَا رَأَيْتُ شَيْئاً ، فَقَالَ : أَمَا لَوْ كَانَ ذَلِكَ ؛ لَمْ نُجَامِعْهَا" .


رواه البخاري (5595) ، و مسلم (2125) .


 


{ قَالَ شيخُنا الألباني في "الصحيحة" (6/ الأول /691، 693-694) } :




فائدة {في فقه الحديث} :


قال الحافظ في "الفتح" (10/372-373) :


       "قَوْلُهُ : (وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ) : يُفْهَمُ مِنْهُ أَنَّ الْمَذْمُومَةَ مَنْ فَعَلَتْ ذَلِكَ لِأَجْلِ الْحُسْنِ ، فَلَوِ احْتَاجَتْ إِلَى ذَلِكَ لِمُدَاوَاةٍ مثلًا جَازَ .


قَوْلُهُ : (الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ) : هِيَ صِفَةٌ لَازِمَةٌ لِمَنْ يَصْنَعُ الْوَشْمَ وَالنَّمْصُ وَالْفَلْجُ وَكَذَا الْوَصْلُ عَلَى إِحْدَى الرِّوَايَاتِ" . 


وقال العيني في "عمدة القارئ" (22/63) :


    "قَوْله : (الْمُغيرَات خلق الله) تَعَالَى كالتعليل لوُجُوب اللَّعْن" .


 


ونقل ابن حجر عن الإمام الطَّبَرِيُّ في "الفتح" (10/377) قال :


       "لاَ يَجُوزُ لِلْمَرْأَةِ تَغْيِيرُ شَيْءٍ مِنْ خِلْقَتِهَا الَّتِي خَلَقَهَا اللَّهُ عَلَيْهَا بِزِيَادَةٍ أَوْ نَقْصٍ الْتِمَاسَ الْحُسْنِ ، لاَ لِلزَّوْجِ وَلَا لِغَيْرِهِ ، كَمَنْ تَكُونُ مَقْرُونَةَ الْحَاجِبَيْنِ فَتُزِيلُ مَا بَيْنَهُمَا تَوَهُّمُ الْبَلَجَ ، أَوْ عَكْسَهُ ، وَمَنْ تَكُونُ لَهَا سِنٌّ زَائِدَةٌ فَتَقْلَعُهَا ، أَوْ طَوِيلَةٌ فَتَقْطَعُ مِنْهَا ، أَوْ لِحْيَةٌ أَوْ شَارِبٌ أَوْ عَنْفَقَةٌ فَتُزِيلُهَا بِالنَّتْفِ ، وَمَنْ يَكُونُ شَعْرُهَا قَصِيراً أَوْ حَقِيراً فَتُطَوِّلُهُ ، أَوْ تُغَزِّرُهُ بِشَعْرِ غَيْرِهَا ، فَكُلُّ ذَلِكَ دَاخِلٌ فِي النَّهْيِ ، وَهُوَ مِنْ تَغْيِيرِ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى . قَالَ : وَيُسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ مَا يَحْصُلُ بِهِ الضَّرَرُ وَالْأَذِيَّةُ كَمَنْ يَكُونُ لَهَا سِنٌّ زَائِدَةٌ أَوْ طَوِيلَةٌ تُعِيقُهَا فِي الْأَكْلِ .." إلخ .


 


جمعه /


أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي .


25 / 12 / 1424هـ