{ جواز لعْنُ
جِنس مَنْ لعنه الله ورسوله صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ }
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
:
( لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ
وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ ، [وَالْوَاصِلاَتِ] ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ
، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ ) .
"الصحيحة" (2792) .
{ قصة في الحديث
} :
"أنَّ
اِمْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَد يُقَال لَهَا أُمّ يَعْقُوب ، وَكَانَتْ تَقْرَأ
الْقُرْآن ، أَتَتْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ ، فَقَالَتْ : إِنِّي امْرَأَةٌ
زَعْرَاءُ ؛ أَيَصْلُحُ أَنْ أَصِلَ فِي شَعْرِي ؟
وفي لفظ : مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْك
أَنَّك لَعَنْتَ الْوَاشِمَات ..؟
فَقَالَ
عَبْدُ اللَّهِ : وَمَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ ؟! فَقَالَتْ الْمَرْأَةُ : لَقَدْ
قَرَأْتُ مَا بَيْنَ لَوْحَيْ الْمُصْحَفِ فَمَا وَجَدْتُهُ ! فَقَالَ : لَئِنْ
كُنْتِ قَرَأْتِيهِ ؛ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ]وَمَا
آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا[ . فَقَالَتْ الْمَرْأَةُ : فَإِنِّي أَرَى شَيْئاً مِنْ هَذَا
عَلَى امْرَأَتِكَ الْآنَ ، قَالَ : اذْهَبِي فَانْظُرِي . قَالَ : فَدَخَلَتْ
عَلَى امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ ؛ فَلَمْ تَرَ شَيْئاً ، فَجَاءَتْ إِلَيْهِ ؛
فَقَالَتْ : مَا رَأَيْتُ شَيْئاً ، فَقَالَ : أَمَا لَوْ كَانَ ذَلِكَ ؛ لَمْ نُجَامِعْهَا"
.
رواه
البخاري (5595) ، و مسلم (2125) .
{ قَالَ شيخُنا الألباني في "الصحيحة" (6/ الأول /691،
693-694) } :
فائدة {في فقه الحديث} :
قال الحافظ في "الفتح"
(10/372-373) :
"قَوْلُهُ : (وَالْمُتَفَلِّجَاتِ
لِلْحُسْنِ) : يُفْهَمُ مِنْهُ أَنَّ الْمَذْمُومَةَ مَنْ فَعَلَتْ ذَلِكَ
لِأَجْلِ الْحُسْنِ ، فَلَوِ احْتَاجَتْ إِلَى ذَلِكَ لِمُدَاوَاةٍ مثلًا جَازَ .
قَوْلُهُ
: (الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ) : هِيَ صِفَةٌ لَازِمَةٌ لِمَنْ
يَصْنَعُ الْوَشْمَ وَالنَّمْصُ وَالْفَلْجُ وَكَذَا الْوَصْلُ عَلَى إِحْدَى
الرِّوَايَاتِ" .
وقال
العيني في "عمدة القارئ" (22/63) :
"قَوْله
: (الْمُغيرَات خلق الله) تَعَالَى كالتعليل لوُجُوب اللَّعْن" .
ونقل ابن حجر عن الإمام الطَّبَرِيُّ في
"الفتح" (10/377) قال :
"لاَ يَجُوزُ لِلْمَرْأَةِ تَغْيِيرُ
شَيْءٍ مِنْ خِلْقَتِهَا الَّتِي خَلَقَهَا اللَّهُ عَلَيْهَا بِزِيَادَةٍ أَوْ
نَقْصٍ الْتِمَاسَ الْحُسْنِ ، لاَ لِلزَّوْجِ وَلَا لِغَيْرِهِ ، كَمَنْ تَكُونُ
مَقْرُونَةَ الْحَاجِبَيْنِ فَتُزِيلُ مَا بَيْنَهُمَا تَوَهُّمُ الْبَلَجَ ، أَوْ
عَكْسَهُ ، وَمَنْ تَكُونُ لَهَا سِنٌّ زَائِدَةٌ فَتَقْلَعُهَا ، أَوْ طَوِيلَةٌ
فَتَقْطَعُ مِنْهَا ، أَوْ لِحْيَةٌ أَوْ شَارِبٌ أَوْ عَنْفَقَةٌ فَتُزِيلُهَا
بِالنَّتْفِ ، وَمَنْ يَكُونُ شَعْرُهَا قَصِيراً أَوْ حَقِيراً فَتُطَوِّلُهُ ،
أَوْ تُغَزِّرُهُ بِشَعْرِ غَيْرِهَا ، فَكُلُّ ذَلِكَ دَاخِلٌ فِي النَّهْيِ ،
وَهُوَ مِنْ تَغْيِيرِ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى . قَالَ : وَيُسْتَثْنَى مِنْ
ذَلِكَ مَا يَحْصُلُ بِهِ الضَّرَرُ وَالْأَذِيَّةُ كَمَنْ يَكُونُ لَهَا سِنٌّ
زَائِدَةٌ أَوْ طَوِيلَةٌ تُعِيقُهَا فِي الْأَكْلِ .." إلخ .
جمعه /
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي .
25 / 12 / 1424هـ