إحسان الرجل إلى أهل بيته أولى من إحسانه لغيرهم !
قَالَ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(
الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الْقَائِمِ بِاللَّيْلِ
الظَّامِئِ بِالْهَوَاجِرِ ) .
صححه
الألباني في "الصحيحة" (794) وغيرها .
قال
الباجي :
"وَمِنْ
حُسْنِ الْخُلُقِ مُجَامَلَةُ الزَّوْجَةِ وَالْأَهْلِ وَمُعَاشَرَتِهِمْ
وَالتَّوْسِعَةِ عَلَيْهِمْ ، قَالَ مَالِكٌ :
"يَنْبَغِي
لِلرَّجُلِ أَنْ يُحْسِنَ إلَى أَهْلِ دَارِهِ حَتَّى يَكُونَ أَحَبَّ النَّاسِ
إلَيْهِمْ" ، وَلاَ يَنْبَغِي أَنْ
يُفَاحِشَ الْمَرْأَةَ وَلاَ يُكْثِرَ
مُرَاجَعَتَهَا وَلاَ تَرْدَادَهَا ، وَالْأَصْلُ فِي ذَلِكَ مَا رَوَى مَالِكٌ أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(
الْمَرْأَةُ كَالضَّبُعِ إنْ أَقَمْتهَا ؛ كَسَرْتهَا ، وَإِنْ اسْتَمْتَعْت بِهَا
؛ اسْتَمْتَعْت بِهَا وَبِهَا
عِوَجٌ )" .
"المنتقى
شرح الموطأ" (7 / 213) .
(الضَّبْع) "بِسُكُونِ
الْبَاءِ : وسَطُ العَضُد" . "النهاية" (3 / 73) .
وقوله : "يُفَاحِشَ" أَرَادَ بالفُحْش هنا : التَّعَدّي فِي القَول وَالْجَوَابِ .
قلتُ
: واليوم تجد الرجل في أحسن أخلاقه مع غير أهله وأولاده وتودده لهم وإظهار
التسامح
والألفة والعفو والصفح وطيب الكلام ونقاوته ، بل وبذله المال لغير أهل
بيته
وأولاده ؛ بينما في البيت تراه بخلق آخر ، حتى يكرهه أهل بيتهم من زوجة
وأولاد حتى
وإن لم يُظهروا ذلك له ، ولعل لسان حالهم يقول : متى يريحنا الله منه ؟!
والعياذ
بالله !
فلِمَ
لا تكون يا ربّ الأسرة أحبَّ الناس إلى أهلك بمعاملتك الحسنة معهم وهي لا
تكلفك
شيئاً ؛ بل تؤجر عليها وإن كلَّفتك .
كتبه
/
أبو
فريحان جمال بن فريحان الحارثي .
3
/ 5 / 1435هـ