عن الحسن -رحمه الله- أن عمر -رضي الله عنه- كان يقول:
"اللّهُمّ اجعل عملي صالحًا، واجعله لك خالصًا، ولا تجعل لأحد فيه
شيئًا". {رواه أحمد في "الزهد" (118)}



الجمعة، 23 ديسمبر 2016

رجل أمريكي يقص قصته لي ؛ وكانت سبب إسلامه ، وفيها كذبة شخصية "سانت كلوز" في "الكريسمس" .



رجل أمريكي يقص قصته لي ؛ وكانت سبب إسلامه ، وفيها كذبة شخصية "سانت كلوز" في "الكريسمس" .

 
التقيت بشاب أمريكي الجنسية لم يبلغ الثلاثين من عمره أو بلغها في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية عام 1404هـ - وكنت حينها أسكن هناك - ، وكان سبب اللقاء ، أنّ دورة في "الاسعافات الأولية" الإرشادية التثقيفية تقام في إحدى الهيئات ؛ فشاركت فيها للاستفادة ، فالتقيت بهذا الرجل الأمريكي وهو الذي يحاضر لنا في الاسعافات الأولية .

وكنت معجب بهيئته وأسلوبه المميز عن الأمريكان ؛ يعني شيء في نفسي يقول هذا الرجل عنده خلفية عن الإسلام وذلك استنتاجاً من اسلوبه وعباراته وطريقته في الكلام ، فكان يُكثر من قول : "الحمد لله" و "إن شاء الله" بالعربي طبعاً .

فكنت استغل فرص الاستراحة ما بين الحصتين للمحاضرات ، وأجلس معه وأناقشه وأسأله عن حياته وماذا يعرف عن الإسلام ونحو ذلك ، وللأسف كان الوقت ضيقاً ؛ ولكني علمت منه حبه للإسلام ورغبته القوية في اعتناقه ، فتكلمت معه عن محاسن الإسلام بما فتح الله عليّ .

وبعد مرور أيام كانت العلاقة بيننا قويت ، فدعوته للضيافة فاستجاب ، وأنزلته عندي وبات عندي في البيت ، ثم سألته عن سبب رغبته في اعتناق الإسلام ، فقال بنبرة فيها  كراهية للنصرانية التي كان عليها : لا تقول : رغبتي في اعتناق الاسلام ؛ بل أنا اعتبر نفسي مسلما ولكني لم ابدأ فعليا في النشاط الإسلامي – هذا حد تعبيره – ؛ يعني أنه لم ينطق بالشاهدتين بعد .

فذكر لي سبب دخوله الإسلام كما يحلو له التعبير ، فقال :

عندما كنت طفلاً صغيراً كبقية الأطفال ، وليلة 25 ديسنمبر يزين الوالدين البيت بالأنوار والزخارف والشموع ومجسم ما يُدعى : "سانت كلوز" ذاك الرجل صاحب اللحية الكثة البيضاء واللباس الأحمر ، فننام تلك الليلة ، ونصحا الصباح فنجد الحلوى بأنواع وأشكال وبعض النقود تحت المخدة التي أنام عليها ، وهذا يحدث مع جميع الأطفال في بيوتهم .

فيأتي الأب والأم ؛ فيسألوني : أتعرف من أتى بهذا ؟

فأقول – بالبراءة الطفولية - : لا .

فيقولان : هذا "سانت كلوز" أتى بها من عند الرب "جيسس" يعنون "عيسى عليه السلام" ؛ اشكر عيسى ، فيقول : ونشكر "جيسس" .

وتتالت السنون وتتابعت ، وعندما كبرت في السادسة عشر من عمري تقريباً أو قبلها ، أصبحت أفكر بتفكير الغلام الناضج ، وأتساءل لماذا لا اكتشف أنا بنفسي متى يأتي "سانت كلوز" ويضع كل هذه الخيرات وأقابله بنفسي .

يقول : ثم كانت تلك السنة وتلك ليلة 25 ديسنمبر كنت في فراشي كالعادة ولكني لم أنم وكنت أتناوم ؛ كي ارى "سانت كلوز" .

فإذا المفاجأة التي صدمتني ، ولكنها أحيت قلبي .

رأيت أمي وأبي من يأتي ويضع الحلوى والنقود تحت مخدتي وخرجا من الغرفة ، ولكني كنت مجهزاً أمراً لـ "سانت كلوز" من قبل ، وهو الكمرا الخاصة بي – طبعاً الأمريكان عموماً مولعين بحمل الكمرات في كل مكان – في طرف السرير مخفية ، فأخذتها بسرعة وتمكنت من تصوير أمي وأبي قبل مغادرتها باب الغرفة .

فلاحظا "الفلاش" ورجعا ، فذُهلا ، وهددوني أن لا أخبر أحداً عن فعلتهما ، وأن أُبقي ذلك سراً ، وأن أستمر على اعتقاد أن الذي أتى بهذا "سانت كلوز" .

فمنها فكرت كثيرا وبحثت عن الحقيقة ، حتى اهتديت للإسلام . انتهى .

 

اسأل الله العظيم أن يكون قد حسُن إسلامه وأن يموت عليه .

 

كتبته - للعبرة - بنفسي من الذّاكرة نقلا عن صاحب القصة الأمريكي لي/

أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي .

22 / 3 / 1438هـ

الموافق 21 – 12 – 2016م.