رجل أمريكي يقص قصته لي ؛ وكانت سبب إسلامه ، وفيها كذبة شخصية
"سانت كلوز" في "الكريسمس" .
التقيت بشاب أمريكي الجنسية لم يبلغ الثلاثين
من عمره أو بلغها في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية عام
1404هـ - وكنت حينها أسكن هناك - ، وكان سبب اللقاء ، أنّ دورة في "الاسعافات
الأولية" الإرشادية التثقيفية تقام في إحدى الهيئات ؛ فشاركت فيها للاستفادة ،
فالتقيت بهذا الرجل الأمريكي وهو الذي يحاضر لنا في الاسعافات الأولية .
وكنت معجب بهيئته وأسلوبه المميز عن الأمريكان
؛ يعني شيء في نفسي يقول هذا الرجل عنده خلفية عن الإسلام وذلك استنتاجاً من اسلوبه
وعباراته وطريقته في الكلام ، فكان يُكثر من قول : "الحمد لله" و "إن
شاء الله" بالعربي طبعاً .
فكنت استغل فرص الاستراحة ما بين الحصتين
للمحاضرات ، وأجلس معه وأناقشه وأسأله عن حياته وماذا يعرف عن الإسلام ونحو ذلك ، وللأسف
كان الوقت ضيقاً ؛ ولكني علمت منه حبه للإسلام ورغبته القوية في اعتناقه ، فتكلمت معه
عن محاسن الإسلام بما فتح الله عليّ .
وبعد مرور أيام كانت العلاقة بيننا قويت
، فدعوته للضيافة فاستجاب ، وأنزلته عندي وبات عندي في البيت ، ثم سألته عن سبب رغبته
في اعتناق الإسلام ، فقال بنبرة فيها كراهية
للنصرانية التي كان عليها : لا تقول : رغبتي في اعتناق الاسلام ؛ بل أنا اعتبر نفسي
مسلما ولكني لم ابدأ فعليا في النشاط الإسلامي – هذا حد تعبيره – ؛ يعني أنه لم ينطق
بالشاهدتين بعد .
فذكر لي سبب دخوله الإسلام كما يحلو له
التعبير ، فقال :
عندما كنت طفلاً صغيراً كبقية الأطفال ،
وليلة 25 ديسنمبر يزين الوالدين البيت بالأنوار والزخارف والشموع ومجسم ما يُدعى :
"سانت كلوز" ذاك الرجل صاحب اللحية الكثة البيضاء واللباس الأحمر ، فننام
تلك الليلة ، ونصحا الصباح فنجد الحلوى بأنواع وأشكال وبعض النقود تحت المخدة التي
أنام عليها ، وهذا يحدث مع جميع الأطفال في بيوتهم .
فيأتي الأب والأم ؛ فيسألوني : أتعرف من
أتى بهذا ؟
فأقول – بالبراءة الطفولية - : لا .
فيقولان : هذا "سانت كلوز" أتى
بها من عند الرب "جيسس" يعنون "عيسى عليه السلام" ؛ اشكر عيسى
، فيقول : ونشكر "جيسس" .
وتتالت السنون وتتابعت ، وعندما كبرت في
السادسة عشر من عمري تقريباً أو قبلها ، أصبحت أفكر بتفكير الغلام الناضج ، وأتساءل
لماذا لا اكتشف أنا بنفسي متى يأتي "سانت كلوز" ويضع كل هذه الخيرات وأقابله
بنفسي .
يقول : ثم كانت تلك السنة وتلك ليلة 25
ديسنمبر كنت في فراشي كالعادة ولكني لم أنم وكنت أتناوم ؛ كي ارى "سانت كلوز"
.
فإذا المفاجأة التي صدمتني ، ولكنها أحيت
قلبي .
رأيت أمي وأبي من يأتي ويضع الحلوى والنقود
تحت مخدتي وخرجا من الغرفة ، ولكني كنت مجهزاً أمراً لـ "سانت كلوز" من قبل
، وهو الكمرا الخاصة بي – طبعاً الأمريكان عموماً مولعين بحمل الكمرات في كل مكان
– في طرف السرير مخفية ، فأخذتها بسرعة وتمكنت من تصوير أمي وأبي قبل مغادرتها باب
الغرفة .
فلاحظا "الفلاش" ورجعا ، فذُهلا
، وهددوني أن لا أخبر أحداً عن فعلتهما ، وأن أُبقي ذلك سراً ، وأن أستمر على اعتقاد
أن الذي أتى بهذا "سانت كلوز" .
فمنها فكرت كثيرا وبحثت عن الحقيقة ، حتى
اهتديت للإسلام . انتهى .
اسأل الله العظيم أن يكون قد حسُن إسلامه
وأن يموت عليه .
كتبته - للعبرة - بنفسي من الذّاكرة نقلا
عن صاحب القصة الأمريكي لي/
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي .
22 / 3 / 1438هـ
الموافق 21 – 12 – 2016م.