تنبيه
العُبّاد الغافلين من تفويت فضل العمل الحاضر
بالعمل
بما وقتُه واسع
المسألة الثانية :
دعوة
الصائم :
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( ثَلاثُ دَعَوَاتٍ لَا تُرَدُّ : دَعْوَةُ
الْوَالِدِ ، وَدَعْوَةُ الصَّائِمِ ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِر ) .
رواه
البيهقي في "الكبرى" (3 / 345) ، والضياء في "المختارة" (6 /
75 / 2057) وقال : "إِسْنَاده حسن" .
وحسنه
الألباني في "الصحيحة" (1797) ، و "صحيح الجامع" (3032) .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( ثَلاَثَةٌ لاَ تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ : الصَّائِمُ
حَتَّى يُفْطِرَ ، وَالإِمَامُ العَادِلُ ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ ) .
وجاء بلفظٍ : ( الصَّائِمُ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُ )
.
وَبلَفظٍ : ( ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ :
دَعْوَةُ الصَّائِمِ ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ ) .
رواه
ابن أبي شيبة في "مصنف" (3 / 7) ، وإسحاق في "مسنده" (1 / 320
/ 303) ، وأحمد (2 / 477) ، والترمذي (3598) ، وابن ماجه (1752) ، وابن خزيمة (1901)
، وابن حبان (3428) ، والطبري في "الدعاء" (1313) ، و "مسند
الشهاب" (1 / 163 / 230) للقضاعي ، والبغوي في "السنة" (5 / 196/ 1395)
.
قال
الترمذي : "حَدِيثٌ حَسَنٌ" .
ونقل حمدي السلفي محقق "نتائج الأفكار"
تحسين الحافظ له فقال في الحاشية (5 / 197) : " قال
الحافظ : هذا حديث حسن" .
وكذلك محقق "شرح السنة" للبغوي في
الحاشية (5 / 196) قال : "وحسنه الحافظ ابن حجر" .
ولم أقف على ذلك التحسين بعيني فيما عندي من كتب
ابن حجر إلا أن يكون في "الفتوحات الربانية شرح الأذكار النووية" فليس هو
في حوزتي . والله أعلم .
وصححه
الألباني في "صحيح الجامع" (3030) .
وذكره في "الصحيحة" (4 / 407) تحت حديث (1797)
شاهداً لحديث أنس المتقدم، وقال :
"أخرجه أحمد وغيره ، وصححه ابن حبان وغيره . وفيه
تابعي مجهول كما بينته في "تخريج الترغيب" (2 / 63)" .
يعني بالتابعي المجهول : "أَبُو الْمُدِلَّةِ"
؛ وهو مَوْلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ ابن حبَّان :
"أَبُو الْمُدِلَّةِ اسْمُهُ : عُبَيْدُ
اللَّهِ بن عبد الله ، مَدِينِيٌّ ؛ ثِقَةٌ" .
التنبيه :
قلتُ : بعد أن ذكرتُ الحديث بألفاظه وشاهده ؛ يتبين
تفريط الكثير من المسلمين في استغلال ساعات النهار من رمضان وهُم صيام ، وقد يمضيه
بعضهم في النوم لأنه يسهر الليل ؛ هذا إن سلِمتْ الفرائض أنْ لا تُضيَّع .
والبعض
يُفَرِّط في الدعاء أثناء النهار ويُضيِّع ساعاته في القيل والقال والتنقل دون
فائدة ويأتي قبيل المغرب بدقائق وعلى عجل واستحياء ؛ فيبدأ يتمتم ؛ ظنناً منه أن هذا
الحديث وما في معناه محمول على استجابة الدعوة عند الإفطار ، وليس كذلك ، بل
الحديث واضح وصريح ؛ أن الدعوة مستجابة ما دام المرء صائماً ما لم يفطر كما في حديث
أبي هريرة ( الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ ) . ومفهومه : أنه إذا أفطر انتهت فضيلة
استجابة الدعوة التي في الحديث لأنه مقيّد ، فما قيّده الشارع الحكيم لا يستطيع
أحد أن يُطلقه ؛ وما أطلقه لا يستطيع المرء أن يقيده إلا بدليل .
أما حديث : (ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ :
الصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ ..) .
فهو حديث ضعيف .
ضعفه الألباني في "المشكاة"
(2249) ، و"ضعيف الجامع" (2592) ، و "ضعيف الترغيب" (583) .
فاغتنموا
الأوقات والأحوال الفاضلة تغنموا وتنجحوا .
اللهم فقهنا في الدين (مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ
خَيْراً يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ) .
فالفقه في الدين : هو فهمُ مَا جَاءَ عَن اللهِ
، عَلَى مُرَادِ اللهِ، وَمَا جَاءَ عنْ رَسُولِ اللهِ ، عَلَى مُرَادِ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
المسألة الثالثة :
التكبير
يوم العيد :
ننبه
الذين يشتغلون بتلاوة القرآن يوم العيد قبل خروج الإمام للصلاة – سواء في المساجد
أو المصليات - ويتركون العمل بالتكبير الذي وقته محدود وخاصة في عيد الفطر ؛ إذْ
ينقطع التكبير وينتهى العمل به بمجرد خروج الإمام للصلاة ؛ فإذا فات وقته فات
العمل به ، فيرون أن التلاوة في ذلك المقام أفضل من التكبير وليس كذلك ؛ وما ذلك
إلا من الجهل وقلة الفقه في الدين ، وتقصير بعض أهل العلم من التنبيه على ذلك
وتوجيه المسلمين لما هو أولى في وقت وزمان .
ولو كانت التلاوة في ذلك المقام أولى ؛ لأمَر ووجَّه
بذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِوضاً عن التكبير ، وهو القائل صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( لَيْسَ شَيْءٌ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الله إِلَّا وَقَدْ
أَمَرْتُكُمْ بِهِ ..) .
الجزء الثالث عشر من "الفوائد المنتقاة" لأبي
حفص عمر بن حفص البصري .
بسند صحيح متصل . انظر "الصحيحة" (2866) .
والله
أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
كتبه
/
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي .
2 / رمضان / 1437ه