هل الأذكار خاصة بالصوفية ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول
الله وآله وصحبه ومن والاه .
أما بعد :
فالبعض من المسلمين مفرط في المحافظة
على الأذكار وخاصة "التهليل" وكأنه يحمل في نفسه أن "التهليل"
هو مِن سِمات الصوفية – وكأنه يتصور ويتخيل قولهم : "الله .. هو .. الله ..
هو ... هو" ؛ فيهرب من تلاوة التهليل المشروع وثوابه،؛ وهذا من الإفراط في
التخوف من أن يعمل عمل الصوفية ، فالأذكار والمحافظة عليها من سمات الأنبياء
والصالحين ، لذا حضّ عليها نبينا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وندب إليها
وحفّز ورغب .
وهذه ثلة مختصرة من صِيَغ
"التهليل" باختلاف ألفاظها وثوابها ؛ فحافظ عليها
يا مسلم ؛ يا عبد الله
:
{1}
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ ،
فَقَالَ : "لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ
المُلْكُ ، وَلَهُ الحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، الحَمْدُ
لِلَّهِ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ
أَكْبَرُ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ" ، ثُمَّ قَالَ :
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ، أَوْ دَعَا ؛ اسْتُجِيبَ لَهُ ، فَإِنْ تَوَضَّأَ
وَصَلَّى ؛ قُبِلَتْ صَلاَتُهُ ) .
رواه البخاري (1103) ، وأبو داود (5060)
، والترمذي (3414) .
ومعنى : تعارّ ؛ أي : استيقظ .
{2}
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( مَنْ قَالَ حِينَ يَأْوِي إِلَى
فِرَاشِهِ : "لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ
الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، لاَ حَوْلَ
وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ، سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ؛ غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ أَوْ
خَطَايَاهُ - شَكَّ مِسْعَرٌ - وَإِنْ كَانَ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ) .
رواه النسائي في الكبرى (6 / 202 /
10647) وفي "عمل اليوم والليلة" (811) - ولفظهما : (عِنْدَ مَنَامِهِ)
بدل (فِرَاشِهِ) - ، وابن حبان في "صحيحه" (5528) واللفظ له .
وصححه الألباني في "الصحيحة"
(3414) ، و "صحيح الترغيب" (607).
{3}
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
( مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ : "لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ
الْحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" عَشْرَ
مَرَّاتٍ ؛ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ قَالَهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ ،
وَحَطَّ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا عَشْرَ سَيِّئَاتٍ ، وَرَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا
عَشْرَ دَرَجَاتٍ ، وَكُنَّ لَهُ كَعَشْرِ رِقَابٍ ، وَكُنَّ لَهُ مَسْلَحَةً مِنْ
أَوَّلِ النَّهَارِ إِلَى آخِرِهِ ، وَلَمْ يَعْمَلْ يَوْمَئِذٍ عَمَلاً
يَقْهَرُهُنَّ ، فَإِنْ قَالَها حِينَ يُمْسِي ؛ فَمِثْلُ ذَلِكَ ) .
أخرجه أحمد (5 / 420) – واللفظ له - ،
والنسائي في "الكبرى" (6 / 10 / 9852) . وحسنه الألباني في "صحيح
الترغيب" (660) .
{4}
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَنْ قَالَ : "لاَ إِلَهَ
إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ،
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" مِائَةَ مَرَّةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ
وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ؛ لَمْ يَجِئْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَدٌ بِعَمَلٍ أَفْضَلَ
مِنْ عَمَلِهِ إِلَّا مَنْ قَالَ قَوْلَهُ ، أَوْ زَادَ ) .
رواه النسائي في "الكبرى" (6
/ 205 / 10657) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (821) . وحسنه الألباني في
"صحيح الترغيب" (658) وقال : وأشار الحافظ – ابن حجر – إلى تقويته في
"الفتح" (11 / 202) .
{5}
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(مَنْ قَالَ : "لاَ إِلَهَ إِلَّا
اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ ، وَلَهُ الحَمْدُ ، وَهُوَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ ؛ كَانَتْ لَهُ
عَـِدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ
مِائَةُ سَيِّئَةٍ ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزاً مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ
حَتَّى يُمْسِيَ ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ ؛ إِلاَّ
أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ) .
رواه البخاري (3119، 6040) ، ومسلم (2691)
.
{6}
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَنْ قَالَ فِي دُبُرِ صَلَاةِ
الْغَدَاةِ : لاَ إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ
الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيتُ ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ ، وَهُوَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدْيرٌ" ؛ مِائَةَ مَرَّةٍ قَبْلَ أَنْ يَثْنِيَ
رِجْلَيْهِ ؛ كَانَ يَوْمَئِذٍ أَفْضَلَ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ قَالَ
مِثْلَ مَا قَالَ ، أَوْ زَادَ عَلَى مَا قَالَ ) .
رواه الطبراني في "المعجم
الكبير" (8 / 336 / 8075) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (142)
. وصححه الألباني في "الصحيحة" (2664) .
و (صَلَاةِ الْغَدَاةِ) : صلاة
الفَجر .
{7}
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( مَنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مِائَتَيْ
مَرَّةٍ [مائة إذا أصبح ، ومائة إذا أمسى] :
"لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ
وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" ؛ لَمْ يَسْبِقْهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ ، وَلَمْ
يُدْرِكْهُ أَحَدٌ كَانَ بَعْدَهُ ، إِلَّا بِأَفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِ ) .
رواه أحمد (2 / 185، 214) ، والنسائي
في "الكبرى" (6 / 148 / 10412) ، و"عمل اليوم والليلة" (576،
577) ، وابن السني في "عمل اليوم" (75) . وحسنه الألباني في "الصحيحة"
(2762) ، وقال :
"وليس
المراد من الحديث أن يقول المائتي مرة في وقت واحد كما تبادر لبعض المعاصرين ممن
ألف في "سنية السبحة"! وإنما تقسيمهما على الصباح والمساء ، فقد جاء ذلك
صريحاً في رواية شعبة عن عمرو بن شعيب به ، ولفظه :
(مَنْ قَالَ .. مِائَةَ مَرَّةٍ
إِذَا أَصْبَحَ ، وَمِائَةَ مَرَّةٍ إِذَا أَمْسَى ..)" .
قلتُ
: والمساء ليس مخصوصاً بما بعد المغرب كما يظنه البعض ، بل المساء يبدأ من العصر ،
وقيل بعد الظهر . فتنبه !
وصلى
الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
جمعه
/
أبو
فريحان جمال بن فريحان الحارثي .