عن الحسن -رحمه الله- أن عمر -رضي الله عنه- كان يقول:
"اللّهُمّ اجعل عملي صالحًا، واجعله لك خالصًا، ولا تجعل لأحد فيه
شيئًا". {رواه أحمد في "الزهد" (118)}



الخميس، 20 أكتوبر 2016

هل الأذكار خاصة بالصوفية ؟







هل الأذكار خاصة بالصوفية ؟


 


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه .


أما بعد :


فالبعض من المسلمين مفرط في المحافظة على الأذكار وخاصة "التهليل" وكأنه يحمل في نفسه أن "التهليل" هو مِن سِمات الصوفية – وكأنه يتصور ويتخيل قولهم : "الله .. هو .. الله .. هو ... هو" ؛ فيهرب من تلاوة التهليل المشروع وثوابه،؛ وهذا من الإفراط في التخوف من أن يعمل عمل الصوفية ، فالأذكار والمحافظة عليها من سمات الأنبياء والصالحين ، لذا حضّ عليها نبينا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وندب إليها وحفّز ورغب .


وهذه ثلة مختصرة من صِيَغ "التهليل" باختلاف ألفاظها وثوابها ؛ فحافظ عليها
يا مسلم ؛ يا عبد الله :


 


{1} عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :


( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ ، فَقَالَ : "لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ ، وَلَهُ الحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، الحَمْدُ لِلَّهِ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ" ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ، أَوْ دَعَا ؛ اسْتُجِيبَ لَهُ ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى ؛ قُبِلَتْ صَلاَتُهُ ) .


رواه البخاري (1103) ، وأبو داود (5060) ، والترمذي (3414) .


ومعنى : تعارّ ؛ أي : استيقظ .


 


{2} عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :


( مَنْ قَالَ حِينَ يَأْوِي إِلَى فِرَاشِهِ : "لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ، سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ؛ غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ أَوْ خَطَايَاهُ - شَكَّ مِسْعَرٌ - وَإِنْ كَانَ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ) .


رواه النسائي في الكبرى (6 / 202 / 10647) وفي "عمل اليوم والليلة" (811) - ولفظهما : (عِنْدَ مَنَامِهِ) بدل (فِرَاشِهِ) - ، وابن حبان في "صحيحه" (5528) واللفظ له .


وصححه الألباني في "الصحيحة" (3414) ، و "صحيح الترغيب" (607).


 


{3} عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :


( مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ : "لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" عَشْرَ مَرَّاتٍ ؛ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ قَالَهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ ، وَحَطَّ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا عَشْرَ سَيِّئَاتٍ ، وَرَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ ، وَكُنَّ لَهُ كَعَشْرِ رِقَابٍ ، وَكُنَّ لَهُ مَسْلَحَةً مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ إِلَى آخِرِهِ ، وَلَمْ يَعْمَلْ يَوْمَئِذٍ عَمَلاً يَقْهَرُهُنَّ ، فَإِنْ قَالَها حِينَ يُمْسِي ؛ فَمِثْلُ ذَلِكَ ) .


أخرجه أحمد (5 / 420) – واللفظ له - ، والنسائي في "الكبرى" (6 / 10 / 9852) . وحسنه الألباني في "صحيح الترغيب" (660) .


 


{4} عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :


( مَنْ قَالَ : "لاَ إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" مِائَةَ مَرَّةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ؛ لَمْ يَجِئْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَدٌ بِعَمَلٍ أَفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِ إِلَّا مَنْ قَالَ قَوْلَهُ ، أَوْ زَادَ ) .


رواه النسائي في "الكبرى" (6 / 205 / 10657) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (821) . وحسنه الألباني في "صحيح الترغيب" (658) وقال : وأشار الحافظ – ابن حجر – إلى تقويته في "الفتح" (11 / 202) .


 


{5} عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :


(مَنْ قَالَ : "لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ ، وَلَهُ الحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ ؛ كَانَتْ لَهُ عَـِدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزاً مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ ؛ إِلاَّ أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ) .


رواه البخاري (3119، 6040) ، ومسلم (2691) .


 


{6} عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :


( مَنْ قَالَ فِي دُبُرِ صَلَاةِ الْغَدَاةِ : لاَ إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيتُ ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدْيرٌ" ؛ مِائَةَ مَرَّةٍ قَبْلَ أَنْ يَثْنِيَ رِجْلَيْهِ ؛ كَانَ يَوْمَئِذٍ أَفْضَلَ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ ، أَوْ زَادَ عَلَى مَا قَالَ ) .


رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (8 / 336 / 8075) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (142) . وصححه الألباني في "الصحيحة" (2664) .


و (صَلَاةِ الْغَدَاةِ) : صلاة الفَجر .


 


{7} عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :


( مَنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مِائَتَيْ مَرَّةٍ [مائة إذا أصبح ، ومائة إذا أمسى] :


"لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" ؛ لَمْ يَسْبِقْهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ ، وَلَمْ يُدْرِكْهُ أَحَدٌ كَانَ بَعْدَهُ ، إِلَّا بِأَفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِ ) .


رواه أحمد (2 / 185، 214) ، والنسائي في "الكبرى" (6 / 148 / 10412) ، و"عمل اليوم والليلة" (576، 577) ، وابن السني في "عمل اليوم" (75) . وحسنه الألباني في "الصحيحة" (2762) ، وقال :


"وليس المراد من الحديث أن يقول المائتي مرة في وقت واحد كما تبادر لبعض المعاصرين ممن ألف في "سنية السبحة"! وإنما تقسيمهما على الصباح والمساء ، فقد جاء ذلك صريحاً في رواية شعبة عن عمرو بن شعيب به ، ولفظه :
(مَنْ قَالَ .. مِائَةَ مَرَّةٍ إِذَا أَصْبَحَ ، وَمِائَةَ مَرَّةٍ إِذَا أَمْسَى ..)" .


 


قلتُ : والمساء ليس مخصوصاً بما بعد المغرب كما يظنه البعض ، بل المساء يبدأ من العصر ، وقيل بعد الظهر . فتنبه !


 


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .


 


 


جمعه /


أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي .