سؤال يطرحه المرابط والحارس في سبيل الله :
هل لنا أجرٌ أفضلَ مِن قيام ليلة القدر ؟
الجواب
:
نقول
: بُشرى إلى العسكر - الحرس المرابطين - براً وجواً وبحراً ، في الداخل وعلى
الحدود ؛ أبشركم ببشارة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
فَعَنِ
ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ :
(
أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِلَيْلَةٍ أَفْضَلَ مِنْ "لَيْلَةِ الْقَدْرِ" ؟
حَارِسٌ
حَرَسَ [فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ] فِي أَرْضِ خَوْفٍ ، لَعَلَّهُ أَنْ لاَ
يَرْجِعَ [يَئُوبَ] إِلَى أَهْلِهِ ) .
أخرجه
ابن أبي شيبة في "المصنف" (5 / 296) ط. الهند ، والروياني في
"المسند" (2 / 414 / 1420) ضبط أيمن ، والحاكم في "المستدرك"
(2 / 80-81) ، و "البيهقي في "الكبرى" (9 / 149) .
وقال
الحاكم : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
ووافقه
الذهبي .
وصححه
الألباني في "الصحيحة" (2811) ، و "صحيح الترغيب" (1232) .
مِن فقه الحديث :
أنّ
مَن قام ليلة القدر ؛ فهو يقوم لنفسه ونفعه لا يتعدى ، وأمّا المرابط على الثغور الحارس
على الحدود ؛ فحراسته ورِابطه للأمة ونفعه متعدٍ ، ثمّ إنّ الحارس المرابط ؛ يُقدّم
نفسه ، وتكون روحه على كفِّه ؛ يتوقع تأتيه المنية في أيِّ لحظة ، ومعلومٌ أنّ
المرابط في أرض الخوف وأمام العدو رجوعه لأهله سالماً يكون بنسبة ضئيلة ؛ فقد وقد
لا يعود ؛ لذا ضاعف الله له الأجر والمثوبة وميّزه عمّن يقوم ليلة القدر التي هي ]خَيْرٌ
مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ[ فضلاً منه سبحانه وعدلاً وتطميناً ومؤانسة لهذا
الحارس والمرابط حتى لا تكون في نفسه حسرة على أنّه لا يقوم ليلة القدر كما يقوم
غيره ممن ليس في الحراسة .
فاستعينوا
بالله واحتسبوا حراستكم ورِباطكم أيها الجُند والعسكر ، حفظكم الله من كل سوء ، وردّكم
سالمين غانمين لأهليكم وشعبكم ومليككم .
كتبه
محبة في الرِّباط والحراسة في سبيل الله /
أبو
فريحان جمال بن فريحان الحارثي .
25
/ 9 / 1437ه