{ كشف البيان عَنْ لَيْلَةِ
النِّصف مِنْ شَعْبَانَ }
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(يَطَّلِعُ الله إلى خَلْقِ فِي لَيْلَةِ النِّصف مِنْ شَعْبَانَ، فيَغْفِرُ
لِجَمِيعِ خَلْقِهِ؛ إلا لُمشْرِكٍ أو مُشَاحِنٍ) .
أخرجه
أحمد (2 / 176) ، وابن ماجه (1390) ، وابن أبي عاصم في "السنة (509، 510،
511، 512) ، وابن حبان (5665) ، والطبراني في "الكبير" (20 / 108 / 215)
، وغيرهم كثير .
قال أحمد شاكر في تعليقه على
"مسند أحمد" : "إسناده صحيح" . (6642) .
وقال شعيب الأرنؤوط وجماعته
محققي "المسند" ؛ إشراف التركي (11 / 217) :
"حديث
صحيح بشواهده .. والشواهد وإن كان في إسناد كل منها مقال إلا أنه بمجموعها يصح
الحديث ويقوى" . تحت حديث الترجمة : (رقم 6642) .
وحسنه الألباني في
"التعليقات" . وانظر : "الصحيحة" (1144، 1563) ، و "صحيح
الجامع" (771، 1819، 4268) ، و"صحيح الترغيب" (1026، 2766، 2771) .
وقال في "الصحيحة"
تحت الحديث (رقم 1144) :
"حديث
صحيح ، روي عن جماعة من الصحابة من طرق مختلفة يشد بعضها بعضا وهم معاذ ابن جبل
وأبو ثعلبة الخشني وعبد الله بن عمرو وأبي موسى الأشعري وأبي هريرة وأبي بكر
الصديق وعوف ابن مالك وعائشة" . وذكر تخريج روايات الصحابة المذكورين ،
فراجعه .
وقال حمدي السلفي محقق الطبراني
"الكبير" : "قال شيخنا – يعني الألباني – في تعليقه على رسالة ليلة
النصف من شعبان (ص 2) وهو حديث صحيح لشواهده الكثيرة" . (20 / 108) .
وقال الألباني في "ظلال الجنة تخريج السنة"
:
"وإنما
صححت الحديث لأنه روي عن جمع من الصحابة بلغ عددهم عندي الثمانية ، وقد خرجت
أحاديثهم في "الصحيحة" (1144)" . (ص 223) .
ونختم بقول العقيلي في
ترجمة عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ في "الضعفاء الكبير" (3 /
29 / 984) :
"وَفَى
النُّزُولِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ أَحَادِيثُ فِيهَا لِينٌ ،
وَالرِّوَايَةُ فِي النُّزُولِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ أَحَادِيثُ ثَابِتَةٌ صِحَاحٌ ،
فَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ دَاخِلَةٌ فِيهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ" .
قال الألباني :
المفردات :
(مُشَاحِنٍ) ؛ أَيْ : مُبَاغِضٍ وَمُعَادٍ لِأَحَدٍ ، لاَ لِأَجْلِ
الدِّينِ وإِنَّما لأمُور دُنيَوِيَّة .قال الألباني :
(الْمُشَاحِنُ) :
قال ابن الأثير –
قلتُ : في "النهاية في غريب الحديث (2 / 449) - :
"المُعاَدِي
والشَّحْنَاءُ العَداوة . والتَّشَاحُنُ تفاعُل مِنْهُ .
وَقَالَ
الْأَوْزَاعِيُّ : أَرَادَ بِالْمُشَاحِنِ هَاهُنَا : صاحبَ البِدْعة المُفارق
لجَماعة الأُمة" .
تنبيه هام :
لم
نُورد الحديث ونفرد له هذا الجمع والتصحيح بقصد أن لليلة النصف من شعبان مزِيَّة
عبادة أو تخصيص ليلتها أو نهارها بعبادة خاصة دون غير ليالي وأيام شهر شعبان ؛
لأنه ليس في هذا الحديث وشواهده ما يدل على إحياء ليلة النصف من شعبان بقيام ولا
نهارها بصيام ولا احتفال ولا توزيع حلوى وطعام مخصوص فيها ، إنما هي ليلة من ليالي
الشهر ، ولكن جعل الله ليلة النصف مِنّة مِنْهُ لعباده وتكفيراً لذنوبهم ، ولكي
يتصالحوا ويتوبوا تجهيزاً لدخول شهر رمضان الذي تتضاعف فيه الحسنات من رب العالمين
. والله أعلم .
جمعه
وكتبه /
أبو
فريحان جمال بن فريحان الحارثي
12
/ 8 / 1429هـ