عن الحسن -رحمه الله- أن عمر -رضي الله عنه- كان يقول:
"اللّهُمّ اجعل عملي صالحًا، واجعله لك خالصًا، ولا تجعل لأحد فيه
شيئًا". {رواه أحمد في "الزهد" (118)}



الثلاثاء، 5 يوليو 2016

الخوارج والبغاة / ما هكذا تورد الإبل يا .....



الخوارج والبغاة


ما هكذا تورد الإبل يا شيخ صالح المغامسي ..


الخوارج والبغاة بينهما خصوص وعموم ، فالبغاة أخص من الخوارج ، فالخوارج بغاة ؛ وليس كل البغاة خوارج .

الخوارج يحملون ثلاثة أمور :
الأول : اعتقاد الخروج على الولاة .
الثاني : تكفير بالكبيرة .
الثالث : ليس لهم منعة تمنعهم وتمكنهم من السيطرة .

قال فيهم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ من الإِسلام مروق السهْم من الرَّمية يقتلُون أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأقتلنهم قتل عَاد) . متفق عليه .

وقال : (كِلَابُ النَّارِ شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ خَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوهُ) .
أخرجه الترمذي وغيره .

فالخوارج كفّار عند جمعٍ من أهل العلم بحديث الشيخين وغيره .



البغاة يحملون ثلاثة أمور أيضاً :
1)              عصيانهم لولي الأمر والمحاولة للإطاحة بالحكم .
2)              وجود قوة تمنعهم - يأوون إلى ركن شديد - يمكنهم من السيطرة .
3)              قِتالهم عن تأويل ولا يُكَفِّرون ؛ كما هو حال طائفة "موقعة الجمل" ، وطائفة معاوية رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم جميعاً في "صفين" فكان ذلك عن اجتهاد منهم ؛ والمجتهد وإن أخطأ فله أجر بنص الحديث الصحيح .
قال تعالى :
]وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ[ .
      فسمّاهم الله تعالى "بُغاة" ، وسمّاهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كذلك ، ففي الحديث الصحيح قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمَّارٍ : (تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ) .
أخرجه أحمد في سبعة مواضع منها (6 / 300) ، ومسلم (2916) ، والترمذي (3800) وغيرهم .

فالبغاة ليسوا بكفّار بنص الآية والحديث .

      وكانوا يطالبون علياً بدم عثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم جميعاً دون خروج ولا تكفير ؛ وظنوا بسكوته أنّ به هوادة – وحاشاه - .

      قال الرافعي : "ثَبَتَ أن أهل الجمل ، وصفين بُغَاةٌ" ، قال ابن حجر عقبه : "هُوَ كَمَا قَالَ" .
"التلخيص الحبير" (4 / 126 أ 3 / 44 أ 4 / 84) .

قال ابن خلدون : "والّذين كانوا في الأمصار عدلوا عن بيعته – علياً - إلى الطّلب بدم عثمان ، وظنّوا بعليّ هوادة في السّكوت عن نصر عثمان من قاتله لا في الممالأة عليه ؛ فحاش للَّه من ذلك .
ولقد كان معاوية إذا صرّح بملامته ؛ إنّما يوجّهها عليه في سكوته فقط" .
تاريخ ابن خلدون (1 / 267) المعروف بـ"مقدمة ابن خلدون" .


قَالَ أَبُو مُحَمَّد ابن حزم فيما وقع مِن قتالٍ بين طائفة علي وطائفة معاوية رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم:
"قَطعنَا على صَوَاب عَليّ رَضِي الله عنه ، وَأَنه صَاحب الْحق وَإِنّ لَهُ أَجْرَيْنِ : أجر الِاجْتِهَاد ، وَأجر الْإِصَابَة .

وقطعنا أَنّ مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ وَمن مَعَه ؛ مخطئون مجتهدون مأجورون أجراً وَاحِداً ، وَأَيْضاً فِي الحَدِيث الصَّحِيح عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه أخبر عَن مارقة تمرق بَين طائفتين من أمته يَقْتُلهَا أولي الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ فمرقت تِلْكَ المارقة وهم أَصْحَاب مُعَاوِيَة فَقَتلهُمْ عَليّ وَأَصْحَابه فصح أَنهم أولى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ ، وَأَيْضاً الْخَبَر الصَّحِيح من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (تقتل عمارا الفئة الباغية).

الْمُجْتَهد الْمُخطئ إِذا قَاتل على مَا يرى أَنه الْحق قَاصِدا إِلَى الله تَعَالَى نِيَّته غير عَالم بِأَنَّهُ مُخطئ فَهُوَ باعثه وان كَانَ مأجور أَو لاَ حد عَلَيْهِ إِذا ترك الْقَاتِل وَلَا قَود ، وَأما إِذا قَاتل وَهُوَ يدْرِي أَنه مُخطئ ؛ فَهَذَا الْمُحَارب تلْزمهُ الْمُحَاربَة والقود وَهَذَا يفسق وَيخرج لَا الْمُجْتَهد الْمُخطئ وَبَيَان ذَلِك قَول الله تَعَالَى {وَإِن طَائِفَتَانِ من الْمُؤمنِينَ اقْتَتَلُوا فأصلحوا بَينهمَا فَإِن بَغت إِحْدَاهمَا على الْأُخْرَى فَقَاتلُوا الَّتِي تبغي حَتَّى تفيء إِلَى أَمر الله} إِلَى قَوْله {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ أخوة فأصلحوا بَين أخويكم} فَهَذَا نَص قَوْلنَا دون تكلّف تَأْوِيل وَلاَ زَوَال عَن مُوجب ظَاهر الْآيَة وَقد سماهم الله عز وَجل مُؤمنين باغين بَعضهم أخوة بعض فِي حِين تقَاتلهمْ ، وَأهل الْعدْل المبغي عَلَيْهِم والمأمورين بالإصلاح بَينهم وَبينهمْ وَلم يصفهم عز وَجل بفسق من أجل ذَلِك التقاتل ، وَلاَ ينقص إِيمَان ، وَإِنَّمَا هم مخطئون باغون وَلاَ يُرِيد وَاحِداً مِنْهُم قتل آخر" . انتهى .
"الفصل في الملل والأهواء والنحل" (4 / 242) .


وَقَالَ أَبُو مُحَمَّد ابن حزم أيضاً : "وَأما أَمر مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ فلم يقاتله عَليّ رَضِي الله عَنهُ لامتناعه من بيعَته لَكِن قَاتله لامتناعه من إِنْفَاذ أوامره فِي جَمِيع أَرض الشَّام ؛ وَهُوَ الإِمَام الْوَاجِبَة طَاعَته فعليٌ الْمُصِيب فِي هَذَا ، وَلم يُنكر مُعَاوِيَة قطّ فضل عَليّ واستحقاقه الْخلَافَة ؛ لَكِن اجْتِهَاده اداه إِلَى أَن رأى تَقْدِيم أَخذ الْقود من قتلة عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ على الْبيعَة ، وَرَأى نَفسه أَحَق بِطَلَب دم عُثْمَان" .  (4 / 240) .


فبعد هذا ؛ هل يقال عن المفجرين والذين يغتالون المسلمين بعد إطلاق حكم الكفر عليهم ، واعتقادهم الخروج على ولاة الأمر : بُغاة ؟ !
إن هذا لشيء عجاب !

وأعجب من ذلك ؛ أنه يصدر ممن ارتقوا المنابر وتصدووا للدعوة واستشرفوا لها ، ويَحْلُو لهم أن يُلَقَبوا بالمشاهير – وقد قيل - .

أفلا تَعَلّموا وبحثوا قبل أن يكتبوا ويغردوا ، ويُغرروا بالمسلمين ، ويهونوا من أمر الخوارج المارقين ، كلاب النار ، قَتلت أهل الإسلام ، شر قتلى تحت أديم السماء
بلقب "البغاة" ؟

وقد تبين للقاري الفرق بين البُغاة والخوارج .


وأخشى ما أخشاه أن من ينعت المفجرين مغتالي المسلمين ؛ بالبغاة أو إخواننا أخطأوا أو بغوا علينا ؛ أنهم يتحاشون نبزهم بالخوارج المارقين ، وإلا لماذا لم يصرح الشيخ صالح المغامسي بخارجيتهم ، ولماذا طالب من قبل الملك عبدالله على شاشة قناة إماراتية بالعفو عمن أفتى بالتفجير وهيج الشباب على ذلك ، وطالب بعفو شامل فقال : عن إخواننا المعتقلين المحكوم عليهم وغير المحكوم عليه وفي مقدمته الشيخ ... ونعتهم بأهل الفضل والعلم والصلاح ... ؟!

وهذا رابط كلمه بأكمله وسوف ترى فيه العجب :

https://www.youtube.com/watch?v=t6dZ9Fb1XKI

مَن أبقى المغامسي ما لم يطلب له العفو ممن تلطخت أيديهم أو ألسنتهم بدماء الأبرياء في "السعودية" ؟!

تنبيه : تغريدة المغامسي بنصها :
"قال المغامسي : 

"اللهم اجعل ماقام به البغاة في بلد رسولك آخر مكرهم وأول هلاكهم ، واحفظ 

بلادنا وأهلها من كل سوء" .



فاحذروا أيها الإخوة ممن يتشدق بكلامه ويتلوى به ويحوم حول الحمى ولا يصرح بإجرام المجرم ، وإن لمـّح في حين ؛ فإنه يطلب له لعفو في حين آخر !

وهذا لا شك أنه لعب على الحبلين .


كتبه تحذيراً من المتكلمة والخطباء المفوهين /
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي

30 / رمضان / 1437هـ