عن الحسن -رحمه الله- أن عمر -رضي الله عنه- كان يقول:
"اللّهُمّ اجعل عملي صالحًا، واجعله لك خالصًا، ولا تجعل لأحد فيه
شيئًا". {رواه أحمد في "الزهد" (118)}



السبت، 9 يوليو 2016

يا ليت نساءنا يسمعون ويعقلون ويعملون ؛ ذلك أزكى لهنّ وأطهر



يا ليت نساءنا يسمعون ويعقلون ويعملون ؛ ذلك أزكى لهنّ وأطهر


يا نساء المسلمين !

تأملنّ هذا الحديث وتبحرنّ في فقهه وما يستنبط منه ويُستفاد ويُفهم .

عَنْ عُرْوَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ بِمَكَّةَ ، وَأَرَادَ الخُرُوجَ ، وَلَمْ تَكُنْ أُمُّ سَلَمَةَ طَافَتْ بِالْبَيْتِ وَأَرَادَتِ الخُرُوجَ ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( إِذَا أُقِيمَتْ صَلاَةُ الصُّبْحِ ؛ فَطُوفِي عَلَى بَعِيرِكِ [مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ] وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ ).

فَفَعَلَتْ ذَلِكَ ، فَلَمْ تُصَلِّ حَتَّى خَرَجَتْ" .

رواه البخاري (452 ، 1540 ، 1546 ، 1552 ، 4572) ، ومسلم (1276) وغيرهما . واللفظ للبخاري .

تأملوا يا نساء المسلمين كيف أمرها أن تطوف :


1) خلف الرجال .
2) وهم في صلاة لا يتمكنون من رؤيتها والنظر إليها .
3) وكان عُمرها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا آنذاك نحو أربعين سنة .
4) تصوروا أن الوقت وقتُ الفجر ؛ والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من عادته وغالباً ما يصلي صلاة الفجر بغلس كما في الأحاديث الصحيحة .


5) وتأملوا هذا فلم تكن رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا شابة ؛ حيث أنها ولدت قبل البعثة بسبع عشرة سنة تقريباً ، وتزوجها النبي في شوال سنة أربع من الهجرة بعد انقضاء عِدَّة وفاة زوجها أبا سلمة ، وحَجة الوداع سنة عشر من الهجرة.

كُل ذلك صيانة للمرأة ، وحفاظاً عليها مِن مزاحمة الرجال مِنْ أنْ تَفْتِن أو تُفتَن .

كيف لو رأى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نساء زماننا ؛ لا أقول في المساجد بل في غير المساجد ! وافتتان الرجال – الشباب خاصة – بهن !

كيف لو رأى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النساء - العابدات - وتسابقهن إلى أبواب المساجد في صلاة التراويح دخولاً وانصرافاً ؟

وَهُو القائل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُمِّ حُمَيْدٍ امْرَأَةِ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ :

(قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ تُحِبِّينَ الصَّلَاةَ مَعِي ، وَصَلَاتُكِ فِي بَيْتِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلَاتِكِ فِي حُجْرَتِكِ ، وَصَلَاتُكِ فِي حُجْرَتِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلَاتِكِ فِي دَارِكِ ، وَصَلَاتُكِ فِي دَارِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلَاتِكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ ، وَصَلَاتُكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلَاتِكِ فِي مَسْجِدِي) .

"فَأَمَرَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ؛ فَبُنِيَ لَهَا مَسْجِدٌ فِي أَقْصَى شَيْءٍ مِنْ بَيْتِهَا وَأَظْلَمِهِ ، فَكَانَتْ تُصَلِّي فِيهِ حَتَّى لَقِيَتِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ" . حديث صحيح .

انظروا وتأملوا كيف وجّهها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أظلم مكان في البيت لتصليَ فيه ، وتأملوا سرعة استجابتها وقبولها طاعة لله ورسوله ، ولم تتلكأ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وتبحث عن الأعذار والمبررات ؛ كما يفعلن بعض نساء اليوم – وما أكثرهن –  كقولهن :
الصلاة في المسجد تبعث على العزيمة والنشاط والهِمّة ... الخ .

وتأملوا كيف جعل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخيرية للمرأة :
صلاتها في بيتها خير من صلاتها في مسجده ومعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ !


ولك أيها المسلم والمسلمة أن تتصوروا ذلك الزحام والمخالطة والاختلاط مع سهام الشيطان "النظرات" من هنا وهناك عند الدخول والخروج من المساجد!

] فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ[ .


كتبه /
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي .

24 / 1 / 1424هـ