عن الحسن -رحمه الله- أن عمر -رضي الله عنه- كان يقول:
"اللّهُمّ اجعل عملي صالحًا، واجعله لك خالصًا، ولا تجعل لأحد فيه
شيئًا". {رواه أحمد في "الزهد" (118)}



الجمعة، 5 أغسطس 2016

التعزية والاجتماع لها



التعزية والاجتماع لها


 
سائلة تسأل :


عندما يتوفى أحد أقارب المرأة أب أو أم أو أخ أو أخت أو خالة أوخال

أو عمة أو عم أو غيرهم من ذوي قرابتها المقربين أو أحد من أقارب

زوجها الأب أو الأم أو العم أو الخال ........إلخ ...

في هذه الحالات المختلفة كيف تعمل المرأة في العزاء هل يجوز أن

تذهب للعزاء؟ وهل يجوز أن تبقى في بيت العزاء لوقت طويل ؟وهل

يجوز أن تبيت فيه طيلة أيام العزاء ؟ مع العلم بوجود منكرات في

العزاء .......


 


الجواب :


بسم الله الرحمن الرحيم


أما بعد :


فـ "بقاء أهل الميت في المنزل لاستقبال المعزين ليس معروفاً في عهد السلف الصالح ولهذا صرح بعض العلماء بأنه بدعة .


 


وقال في "الإقناع وشرحه" : ويكره الجلوس لها ـ


أي التعزية بأن يجلس المصاب في مكان ليعزوه ولما ذَكَرَ حكم صنع الطعام لأهل الميت قال : وينوي فعل ذلك لأهل الميت لا لمن يجتمع عندهم فيكره ، لأنه معونة على مكروه ، وهو اجتماع الناس عند أهل الميت نقل المروزي عن أحمد : هو من أفعال الجاهلية ، وأنكره شديداً ، ثم ذكر حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعه الطعام بعد دفنه من النياحة وقال النووي في شرح المهذب : وأما الجلوس للتعزية فنص الشافعي والمصنف وسائر الأصحاب على كراهته ونقله أبو حامد في التعليق وآخرون عن نص الشافعي قالوا : يعني بالجلوس لها أن يجتمع أهل الميت في بيت فيقصدهم من أراد التعزية قالوا : بل ينبغي أن ينصرفوا في حوائجهم فمن صادفهم عزاهم . اهـ .


ثم إن فتح أهل الميت الباب ليأتيهم من يعزيهم كأنما يقولون للناس بلسان الحال : يا أيها الناس إنا قد أُصِبْنا فعزونا .. وكونهم يعلنون في الصحف عن مكان العزاء هو دعوة بلسان المقال أيضاً" . اهـ.


المرجع :
"70 سؤالاً في أحكام الجنائز" ( ص 53) ، لفضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين .


 


وقال الألباني في " أحكام الجنائز" : "وينبغي اجتناب أمرين وإن تتابع الناس عليهما:
أ - الاجتماع للتعزية في مكان خاص كالدار أو المقبرة أو المسجد.


 ب - اتخاذ أهل، الميت الطعام لضيافة الواردين للعزاء ، وذلك لحديث جرير بن عبد الله البجلى رضي الله عنه قال: (كنا نعد "وفي رواية : نرى" الاجتماع إلى أهل الميت ، وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة).


أخرجه أحمد  وابن ماجه ، وصححه النووي (5 / 320) والبوصيري في "الزوائد" (115) - وإنما السنة أن يصنع أقرباء الميت وجيرانه لأهل الميت طعاما يشبعهم، لحديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال: (لما جاء نعي جعفر حين قتل قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اصنعوا لآل جعفر طعاما ، فقد أتاهم أمر يشغلهم، أو أتاهم ما يشغلهم). أخرجه أبو داود، والترمذي" اهـ.


 


 قال النووي في "المجموع" (5 / 306):


"وأما الجلوس للتعزية، فنص الشافعي والمصنف وسائر الاصحاب على كراهته، قالوا: يعني بالجلوس لها أن يجتمع أهل الميت في بيت فيقصدهم من أراد التعزية، قالوا: بل ينبغي أن ينصرفوا في حوائجهم فمن صادفهم عزاهم، ولا فرق بين الرجال والنساء في كراهة الجلوس لها" .


ونص الامام الشافعي الذي أشار إليه النووي هو في كتاب "الام" (1 / 248):


"وأكره المآتم ، وهي الجماعة ، وإن لم يكن لهم بكاء، فإن ذلك يجدد الحزن، ويكلف المؤنة، مع ما مضي فيه من الاثر" .


كأنه يشير إلى حديث جرير هذا، قال النووي: "واستدل له المصنف وغيره بدليل آخر وهو أنه محدث" .


وكذا نص ابن الهمام في "شرح الهداية" (1 / 473) : على كراهة اتخاذ الضيافة من الطعام من أهل الميت وقال : "وهي بدعة قبيحة" .


وهو مذهب الحنابلة كما في "الانصاف" (2 / 565).





والله أعلم .


 


كتبه


أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي


مغرب الأحد 21/3/1431هـ.