عن الحسن -رحمه الله- أن عمر -رضي الله عنه- كان يقول:
"اللّهُمّ اجعل عملي صالحًا، واجعله لك خالصًا، ولا تجعل لأحد فيه
شيئًا". {رواه أحمد في "الزهد" (118)}



الأحد، 19 يونيو 2016

منشأ وأصل دين الشيعة الرافضة الإثني عشرية


منشأ وأصل دين الشيعة الرافضة الإثني عشرية


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .
أما بعد :

فأبدا أولاً وأقول :

أصل الشيعة الرافضة ومؤسسها :

من المعلوم لدي البشرية أن "لكل قومٍ وارث" ، ولكل ملة ودين أصلاً ، فأصل ديننا وشريعتنا نحن "أهل السنة والجماعة" التي جاء بها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيضاء نقية ؛ الإسلام ، قال تعالى : ] إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ [ ، فما هو أصل دين الشيعة الرافضة الإمامية الإثني عشرية ؟؟

تقول كتب الشيعة الرافضة معترفين  - ولا أقول كتب "أهل السنة والجماعة" فقط - :
أن عبدالله بن سبأ اليهودي ؛ هو مؤسس عقيدة الشيعة الرافضة الإمامية .
فقد أثنى عليه أئمة الرافضة واعترف بهذا كبار علماء الشيعة الرافضة ومؤرخيهم ، ومنهم : الكشي أبو عمرو بن عمر بن عبد العزيز الكشي الشيعي الرافضي من علماء القرن الرابع الإمامية الإثني عشرية في الجرح والتعديل وهو كبير علماء التراجم المتقدمين عند الشيعة الإمامية باعترافهم .

يقول الكشي :
"وذكر بعض أهل العلم - يعني علماء الشيعة - أن عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ، ووالى عليا عليه السلام ، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون : وصي موسى بالغلو .
فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مثل ذلك .
 وكان أول من أشهر القول بفرض إمامة علي ، وأظهر البراءة من أعدائه ، وكاشف مخالفيه ، وكفرهم .
ومن هنا قال من خالف الشيعة : إن التشيع ، والرفض ؛ مأخوذ من اليهودية" .

"رجال الكشي" (ص / 101) . ط. مؤسسة الأعلمي ـ كربلاء ـ العراق .


وهذا النوبختي أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي من أعلام القرن الثالث للهجرة عالمٌ آخر للشيعة الإمامية يعترف ويسطر في كتابه "فرق الشيعة" (22ـ23) ط . الحيدرية النجف 1355هـ  وفي (ص 43 ـ44). ط. المطبعة الحيدرية بالنجف ـ العراق سنة 1379هـ .

فيقول :
"وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي عليه السلام أن عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ، ووالى عليا عليه السلام ، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه السلام بهذه المقالة ، فقال في إسلامه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام ؛ بمثل ذلك .
وهو أول من أشهر القول بفرض إمامة علي عليه السلام ، وأظهر البراءة من أعدائه ، وكاشف مخالفيه .

فمن هناك قال من خالف الشيعة : إن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية .
ثم قال : ولما بلغ عبد الله بن سبأ نعيه – يعني موت علي - وهو بالمدائن قال للذي نعاه :
"كذبت ؛ لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة ، وأقمت على قتله سبعين عدلاً ؛ لعلمنا أنه لم يمت ، ولم يُقتل ، ولا يموت حتى يملك الأرض" .


وهذا مؤرخ شيعي يقول في كتابه (روضة الصفا) :

" أن عبد الله بن سبأ : توجه إلى مصر حينما علم أن مخالفي عثمان بن عفان كثيرون هناك ، فتظاهر بالعلم والتقوى ، حتى افتتن الناس به ، وبعد رسوخه فيهم ؛ بدأ يروج مذهبه ومسلكه ، ومنه :

إن لكل نبي وصيا وخليفة ، فوصيُّ رسول الله وخليفته ليس إلا علياً المتحلي بالعلم والفتوى ، والمتزين بالكرم والشجاعة ، والمتصف بالأمانة والتقى ، وقال :

إن الأمة ظلمت علياً ، وغصبت حقه ؛ حق الخلافة والولاية ، ويلزم الآن على الجميع مناصرته ومعاضدته ، وخلع طاعة عثمان وبيعته ، فتأثر كثير من المصريين بأقواله وآرائه ، وخرجوا على الخليفة عثمان" .

انظر "روضة الصفا" في اللغة الفارسية (ج 2 / 292) ط. إيران . نقلا عن كتاب : الشيعة والسنة (ص 15 -20) لإحسان إلهي ظهير - رحمه الله .


هل عبد الله بن سبأ اليهودي شخصية وهمية - كما يدعيهبعض
الشيعة الرافضة كي يتخلصوا من عاره - أم أنه حقيقة ؟؟

يجيب على ذلك ؛ الشيعة الرافضة أنفسهم ، فيقول الشيعي الرافضي سعد بن عبد الله الأشعري القمي (ت 301هـ) :

"السبئية : أصحاب عبد الله بن سبأ ؛ وهو : عبد الله بن وهب الراسبي الهمداني ، وساعده على ذلك عبد الله بن خرسي ، وابن أسود ، وهما من أجل أصحابه ، وكان أول من أظهر الطعن على أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، والصحابة ، وتبرأ منهم" .

"المقالات والفرق" (ص 20) ، انظر "شبهات وردود" (3 / 153) لسامي البدر ، و "عبد الله بن سبأ" (2 / 220) للعسكري .


وقال المامقاني الشيعي الرافضي :

"عبد الله بن سبأ الذي رجع إلى الكفر وأظهر الغُلوَّ - إلى أن قال فيه - : غالٍ ملعون ، حرّقه أمير المؤمنين بالنار ، وكان يزعم أن علياً إلَه ، وأنه نبي" .

"تنقيح المقال في علم الرجال" (2 / 183، 184) ، انظر "رجال الطوسي" (ص 75) للطوسي (ت 460هـ) ، و "تحف العقول" (ص 118) لابن شعبة الحراني (ت.ق. / 4) ، و "خلاصة الأقوال" (ص 369، 372) للحلي (ت 726هـ) ، و "رجال ابن داود" (ص 254) لابن داوود الحلي (ت 740هـ) .


قال علي أكبر الغفاري الشيعي الرافضي محقق كتاب "تحف العقول" (ص 118) لابن شعبة الحراني (ت.ق. / 4) في الحاشية رقم : (3) :

"ابن سبا هو عبد الله بن سبا الذي رجع إلى الكفر ، وأظهر الغلو ؛ وانه كان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، وممن يهيج الناس على عثمان ويعين عليه ، ويقول بإمرة علي بن أبي طالب عليه السلام ، وقال فيما قال لهم :

"لكل نبي وصى وكان على وصى محمد صلى الله عليه وآله ، ثم قال : محمد خاتم الأنبياء ، وعلى خاتم الأوصياء ؛ ومن أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله صلى الله عليه وآله ووثب على وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وتناول أمر الأمة - ثم قال لهم - :

إن عثمان أخذها بغير حق وهذا وصي رسول الله ؛ فانهضوا في هذا الامر وحركوه ، وابدؤوا بالطعن على أمرائكم ، وأظهروا الامر بالمعروف وانهو عن المنكر " .

قيل : انه يدعي أن عليا عليه السلام هو الله ؛ فاستتابه علي عليه السلام ثلاثة ؛ فلم يرجع فأحرقه بالنار .

وروى الكشي باسناده عن عبد الله بن سنان عن أبيه عن الباقر عليه السلام أن عبد الله بن سبا  كان يدعي النبوة ويزعم أن أمير المؤمنين عليه السلام هو الله - تعالى الله عن ذلك - ، فبلغ أمير المؤمنين عليه السلام فدعاه ، وسأله ؛ فأقر بذلك ، وقال :
نعم أنت هو .

وقد كان ألقى في روعي : أنك أنت الله وإني نبي ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : ويلك قد سخر منك الشيطان فارجع عن هذا ثكلتك أمك وتب ؛ فأبى ، فحبسه واستتابه ثلاثة أيام فلم يتب فأحرقه بالنار" .


 ويقول النوبختي (ت.ق / 3) وهو من كبار علماء الشيعة ومتقدميهم :
"السبئية ؛ قالوا بإمامة علي ، وأنها فرض من الله عز وجل ، وهم أصحاب عبد الله بن سبأ ، وكان ممن أظهر الطعن على أبى بكر ، وعمر ، وعثمان ، والصحابة ، وتبرأ منهم ، وقال : إن علياً عليه السلام أمره بذلك ، فأخذه عليٌ ؛ فسأله عن قوله هذا ؛ فأقر به ، فأمر بقتله ، فصاح الناس إليه يا أمير المؤمنين !!

أتقتل رجلا يدعو إلى حبكم أهل البيت وإلى ولايتكم ، والبراءة من أعدائكم ؟ فسيره علي  إلى المدائن عاصمة فارس آنذاك" .

"فِرَق الشيعة" (ص 32ـ35) .


قول ابن سبأ بالرجعة عقيدة الرافضة - أن علياً لم يمت بل سيرجع - !

"قال عبد الله بن سبأ لعلي عليه السلام : أنت الآلة حقا ، فنفاه علي عليه السلام إلى المدائن .

وقيل : إنه كان يهوديا فأسلم ، وكان في اليهودية يقول في يوشع وموسى ؛ مثل ما قال في علي عليه السلام .

وقيل : إنه أول من أظهر القول بوجوب امامة علي عليه السلام ، قال ابن سبا :

إنه لم يمت ولم يقتل – يعني علياً - ، وانما قتل ابن ملجم شيطانا تصور بصورته" .

"شرح المواقف" (8/385) للقاضى الجرجانى (ت482هـ)، و"الأنوار النعمانية" (2/234) لنعمة الله الجزائري (ت1112هـ)، و" طرائف المقال" (2/231) للبروجردي (ت1383هـ).


قال ابن أبي الحديد (ت656هـ) :
"وأول من جهر بالغلو في أيامه يعني ؛ أيام علي رضي الله عنه - عبد الله بن سبا ، قام إليه وهو يخطب ، فقال له : أنت أنت ! وجعل يكررها ، فقال له : ويلك ! من أنا ؟
فقال : أنت الله ، فأمر بأخذه وأخْذِ قوم كانوا معه على رأيه" .
"شرح نهج البلاغة" (5/5).

وبسند الكشي عن عبد الله بن سنان عن أبيه عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال :

"إن عبد الله بن سبا كان يدعي النبوة ، وكان يزعم أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) هو الله - تعالى عن ذلك - فبلغ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فدعاه فسأله ؛ فأقر وقال :

نعم أنت هو ، وقد كان ألقي في روعي أنك أنت الله وأنا نبي ، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : "ويلك قد سخر منك الشيطان ، فارجع عن هذا ثكلتك أمك ، وتب ؛ فأبى ، فحبسه واستتابه ثلاثة أيام ؛ فلم يتب ؛ فأخرجه فأحرقه بالنار" .

"معرفة أخبار الرجال" (ص 70) ، و"اختيار معرفة الرجال" (1 / 323) للطوسي (ت 460هـ) ، و "وسائل الشيعة - الإسلامية -" (18 / 554) ، و "وسائل الشيعة - آل البيت -" (28 / 336) للحر العاملي (ت 1104هـ) ، وانظر "دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية" (2 / 511) لمنتظري .


براءة آل البيت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم من أقول وعقيدة الشيعة الرافضة

وساق الطوسي (ت 460هـ) الشيعي الرافضي ، وغيره بسنده عن أبان بن عثمان ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :

"لعن الله عبد الله بن سبأ أنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين عليه السلام وكان والله أمير المؤمنين عليه السلام ؛ عبدا لله طائعاً ، الويل لمن كذب علينا ، وأن قوماً يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا ، نبرأ إلى الله منهم نبرأ إلى الله منهم" .

" اختيار معرفة الرجال" (1 / 324) ، انظر "معرفة أخبار الرجال" (ص 71) للكشي ، و"الكافي" (2 / 75) للكليني (ت 329هـ) ، و "مشكاة الأنوار" (ص 133) لعلي الطبرسي (ت.ق / 7) .


كتبه وجمعه /
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي .
1 / 1 / 1428هـ .