عن الحسن -رحمه الله- أن عمر -رضي الله عنه- كان يقول:
"اللّهُمّ اجعل عملي صالحًا، واجعله لك خالصًا، ولا تجعل لأحد فيه
شيئًا". {رواه أحمد في "الزهد" (118)}



الخميس، 30 يونيو 2016

سؤال يطرحه المرابط والحارس في سبيل الله : هل لنا أجرٌ أفضلَ مِن قيام ليلة القدر ؟



سؤال يطرحه المرابط والحارس في سبيل الله :
هل لنا أجرٌ أفضلَ مِن قيام ليلة القدر ؟



الجواب :

نقول : بُشرى إلى العسكر - الحرس المرابطين - براً وجواً وبحراً ، في الداخل وعلى الحدود ؛ أبشركم ببشارة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .


فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِلَيْلَةٍ أَفْضَلَ مِنْ "لَيْلَةِ الْقَدْرِ" ؟
حَارِسٌ حَرَسَ [فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ] فِي أَرْضِ خَوْفٍ ، لَعَلَّهُ أَنْ لاَ يَرْجِعَ [يَئُوبَ] إِلَى أَهْلِهِ ) .

أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (5 / 296) ط. الهند ، والروياني في "المسند" (2 / 414 / 1420) ضبط أيمن ، والحاكم في "المستدرك" (2 / 80-81) ، و "البيهقي في "الكبرى" (9 / 149) .

وقال الحاكم : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
ووافقه الذهبي .
وصححه الألباني في "الصحيحة" (2811) ، و "صحيح الترغيب" (1232) .



مِن فقه الحديث :

أنّ مَن قام ليلة القدر ؛ فهو يقوم لنفسه ونفعه لا يتعدى ، وأمّا المرابط على الثغور الحارس على الحدود ؛ فحراسته ورِابطه للأمة ونفعه متعدٍ ، ثمّ إنّ الحارس المرابط ؛ يُقدّم نفسه ، وتكون روحه على كفِّه ؛ يتوقع تأتيه المنية في أيِّ لحظة ، ومعلومٌ أنّ المرابط في أرض الخوف وأمام العدو رجوعه لأهله سالماً يكون بنسبة ضئيلة ؛ فقد وقد لا يعود ؛ لذا ضاعف الله له الأجر والمثوبة وميّزه عمّن يقوم ليلة القدر التي هي  ]خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ[ فضلاً منه سبحانه وعدلاً وتطميناً ومؤانسة لهذا الحارس والمرابط حتى لا تكون في نفسه حسرة على أنّه لا يقوم ليلة القدر كما يقوم غيره ممن ليس في الحراسة .

فاستعينوا بالله واحتسبوا حراستكم ورِباطكم أيها الجُند والعسكر ، حفظكم الله من كل سوء ، وردّكم سالمين غانمين لأهليكم وشعبكم ومليككم .

كتبه محبة في الرِّباط والحراسة في سبيل الله /
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي .
25 / 9 / 1437ه