مقتل العميد الركن حميد القشيبي ؛ شبيه بمقتل الْخَلِيفَة العَبّاسي الْمُسْتَعْصِمِ بِاللَّهِ !
لا
غرابة بأن يتصرف الحوثيون ويبتدعوا طريقةً شيطانية لقتل
العميد الركن حميد القشيبي ؛ قائد اللواء ٣١٠ في مدينة عمران اليمنية ، في يوليو/
تموز ٢٠١٤م .
وتخطيطهم
على التكتم على مقتله ويدَّعُون بأنه وُجِد مقتولاً ، كما جاء الخبر في هذا الرابط
:
وملخَّصُه :
"وتظهر
المكالمات المسربة أن عدد من نفذوا عملية الاغتيال ثمانية أشخاص بالاسم والكنية،
وأنهم وضعوا القشيبي على كرسي، وقاموا بعدها بإفراغ عشرات الأعيرة النارية في جسده
من بنادقهم، معتبرين ذلك كما تكشف التسجيلات "توفيقًا من الله وثأرًا لمؤسس
الجماعة" حسين بدر الدين الحوثي الذي قُتل في صعدة عام ٢٠٠٤ في الحرب بين
نظام
صالح وجماعة الحوثي.
ويطلب القائد
الحوثي الذي يتحدث مع المنفذين التكتم على العملية، والقول إن القشيبي وُجد
مقتولاً، أو أنه انتحر، كما أنه طلب التريث في إعلان الأمر حتى إبلاغ جهات عليا" . انتهى .
وهذا الفعل القبيح يُذَكِّرُني بمقتل الشيعة الرافضة للخليفة
العباسي المعتصم بالله سنة (656هـ) ، وخيانة الرافضة وانقلابهم على أهل السنة كحال
الحوثيين الشيعة اليوم في اليمن ، وكأن التاريخ يُعيد نفسه "ما أقرب الليلة
بالبارحة" .
وهنا باختصار وتصريف ؛ أسوق قصة وطريقة مقتل الخليفة المعتصم
بالله على يدي الشيعي الرافضي "ابْنُ
الْعَلْقَمِيِّ" :
"كَانَ
ابْنُ الْعَلْقَمِيِّ - مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنُ
الْعَلْقَمِيِّ - شِيعِيّاً جَلْداً خَبِيثاً رَافِضِيّاً ؛ قَبَّحَهُ اللَّهُ
وَلَعَنَهُ ؛ وزِيرَاً للْخَلِيفَةِ الْمُسْتَعْصِمِ بِاللَّهِ ، وكان حريصاً
عَلَى زوال دولة بني العبّاس ونقْلها إلى العلويّين ، والرُّسُل فِي السرّ بينه وبين
التّتر .
فكَاتَبَ التَّتَارَ ، وَأَطْمَعَهُمْ فِي أَخْذِ
الْبِلَادِ ، وَسَهَّلَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ ، وَجَلَّى لَهُمْ حَقِيقَةَ الْحَالِ ،
وَكَشَفَ لَهُمْ ضَعْفَ الرِّجَالِ ، وَذَلِكَ كُلُّهُ طَمَعاً مِنْهُ أَنْ
يُزِيلَ السُّنَّةَ بِالْكُلِّيَّةِ ، وَأَنْ يُظْهِرَ الْبِدْعَةَ
الرَّافِضِيَّةَ ، وَأَنْ يُقِيمَ خَلِيفَةً مَنَ الْفَاطِمِيِّينَ ، وَأَنْ
يُبِيدَ الْعُلَمَاءَ وَالْمُفْتِينَ ، فسهّل عليهم فتْحَ العراق ، وطلب أن يكون
نائبَهم ، فوعدوه بذلك .
وَكَانَ
أَوَّلُ مَنْ بَرَزَ إِلَى التَّتَارِ ابْنُ الْعَلْقَمِيِّ الخبيث ، فَخَرَجَ فِي
أَهْلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَخَدَمِهِ وَحَشَمِهِ، فَاجْتَمَعَ بِالسُّلْطَانِ
هُولَاكُو خَانَ ، لَعَنَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، وتوثق لنفسه .
ثُمَّ
عَادَ فَأَشَارَ عَلَى الْخَلِيفَةِ بِالْخُرُوجِ إِلَيْهِ وَالْمُثُولِ بَيْنَ
يَدَيْهِ لِتَقَعَ الْمُصَالَحَةُ عَلَى أَنْ يَكُونَ نِصْفُ خَرَاجِ الْعِرَاقِ
لِهَمْ وَنِصْفُهُ لِلْخَلِيفَةِ ، وقال : إن الملك قد رغب في أن يزوج بنته بابنك
الأمير أبي بكر .
فَاحْتَاجَ
الْخَلِيفَةُ إِلَى أَنْ خَرَجَ فِي سَبْعِمِائَةِ رَاكِبٍ مِنَ الْقُضَاةِ وَالْفُقَهَاءِ
وَرُؤُوسِ الْأُمَرَاءِ وَالدَّوْلَةِ وَالْأَعْيَانِ ، وَقَدْ كَانَ رَحِمَهُ
اللَّهُ سُنِّيّاً عَلَى طَرِيقَةِ السَّلَفِ وَاعْتِقَادِ الْجَمَاعَةِ كَمَا
كَانَ أَبُوهُ وَجَدُّهُ ، وَلَكِنْ كَانَ فِيهِ لِينٌ وَعَدَمُ تَيَقُّظٍ .
فَلَمَّا اقْتَرَبُوا مِنْ مَنْزِلِ السُّلْطَانِ
هُولَاكُو خَانَ ؛ حُجِبُوا عَنِ الْخَلِيفَةِ إِلَّا سَبْعَةَ عَشَرَ نَفَساً،
فَخَلَصَ الْخَلِيفَةُ بِهَؤُلَاءِ الْمَذْكُورِينَ ، وَأُنْزِلَ الْبَاقُونَ عَنْ
مَرَاكِبِهِمْ وَنُهِبَتْ ، وَقُتِلُوا عَنْ آخِرِهِمْ ، وَأُحْضِرَ الْخَلِيفَةُ
بَيْنَ يَدَيْ هُولَاكُو فَسَأَلَهُ عَنْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ ، فَيُقَالُ :
إِنَّهُ اضْطَرَبَ كَلَامُ الْخَلِيفَةِ مِنْ هَوْلِ مَا رَأَى مِنَ الْإِهَانَةِ وَالْجَبَرُوتِ
.
وَقَدْ أَشَارَ أُولَئِكَ الْمَلَأُ مِنَ
الرَّافِضَةِ ، لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْمُنَافِقِينَ
عَلَى هُولَاكُو أَنْ لَا يُصَالِحَ الْخَلِيفَةَ ، وَأَشَارَ الْوَزِيرُ ابْنُ
الْعَلْقَمِيِّ وَالنَّصِيرُ الطُّوسِيُّ الرافضَييَّن عَلَى هُولَاكُو ؛ وَحَسَّنُوا
لَهُ قَتْلَ الْخَلِيفَةِ الْمُسْتَعْصِمِ بِاللَّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَتَهَيَّبَ
هُولَاكُو خَان مِنْ قَتْلِ الْخَلِيفَةِ ؛ فهَوَّنَ عَلَيْهِ الْوَزِيرَانِ ذَلِكَ
، فَأَمْرَ بِقَتْلِهِ .
فَقَتَلُوهُ رَفْساً وَهُوَ فِي جُوَالِقَ ؛
لِئَلَّا يَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ شَيْءٌ مِنْ دَمِهِ ؛ خَافُوا أَنْ يُؤْخَذَ
بِثَأْرِهِ . وَقِيلَ : بَلْ خُنِقَ . وَيُقَالُ : غُرِّقَ . فَاللَّهُ أَعْلَمُ .
فَبَاءُوا بِإِثْمِهِ وَإِثْمِ مَنْ كَانَ مَعَهُ مِنْ سَادَاتِ الْعُلَمَاءِ
وَالْقُضَاةِ وَالْأَكَابِرِ وَالرُّؤَسَاءِ وَالْأُمَرَاءِ وَأُولِي الْحَلِّ
وَالْعَقْدِ بِبِلَادِ بَغْدَادَ .
وَكَانَ
قَتْلُ الْخَلِيفَةِ الْمُسْتَعْصِمِ بِاللَّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ
الْأَرْبِعَاءِ رَابِعَ عَشَرَ صَفَرٍ ، وَعَفَا قَبْرُهُ ، وَقُتِلَ مَعَهُ
وَلَدُهُ الْأَكْبَرُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ ، ثُمَّ قُتِلَ وَلَدُهُ
الْأَوْسَطُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَأُسِرَ وَلَدُهُ الْأَصْغَرُ
مُبَارَكٌ ، وَأَسِرَتْ أَخَوَاتُهُ الثَّلَاثُ ; فَاطِمَةُ وَخَدِيجَةُ
وَمَرْيَمُ ، وَأُسِرَ مِنْ دَارِ الْخِلَافَةِ مِنَ الْأَبْكَارِ مَا يُقَارِبُ
أَلْفَ بِكْرٍ فِيمَا قِيلَ ، وقُتِلَ
بِبَغْدَادَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَلْفَيْ أَلْفِ نَفْسٍ ، فَإِنَّا لِلَّهِ
وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ
الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ" .
انظر
: "تاريخ الإسلام" (47 / 63 و 48 / 34-40) ، و "العبر في خبر من
غبر" (3 / 277-28-) للذهبي ، و "البداية والنهاية" (17 / 358-366)
لابن كثير ، وغيرها .
كتبه /
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
24 / 9 / 1437ه